أشاد مسؤولون في الدولة وأحزاب سياسية بخصال المجاهد لخضر بورقعة الذي وافته المنية أمس الأربعاء عن عمر ناهز 87 سنة و ووري الثرى بعد ظهر اليوم الخميس بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة. وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، في رسالة تعزية الى عائلة الفقيد أن الجزائر فقدت "مناضلا وقائدا بارزا في الولاية الرابعة التاريخية ومجاهدا مخلصا وأحد رموز النضال التحرري الوطني". كما بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، ببرقية تعزية نوه فيها بمسيرة الراحل "الحافلة بالجهاد في سبيل سيادة الجزائر وتحرير شعبها من براثن الاستعمار الغاشم"، مضيفا أنه "قدم زهرة شبابه فداء للوطن وكافح من أجل عزة الجزائر وسؤددها وتشاء الأقدار أن تقبض روحه الطاهرة في مثل هذا الشهر المبارك الذي يجسد رمز ثورتنا المجيدة". من جانبه، نوه الوزير الأول، عبد العزيز جراد، في رسالة تعزية، بمناقب الفقيد الذي "اصطفاه الله إلى جواره وأبى القدر إلا أن يفارقنا في هذه الأيام النوفمبرية المباركة بعد أن أدى واجبه كاملا في خدمه بلاده مناضلا ومجاهدا من أجل استعادة سيادة وطنه وتحريره من براثن الاستدمار البغيض". وأضاف أنه برحيل المجاهد لخضر بورقعة "تفقد الجزائر مناضلا مدافعا عن قناعاته من أجل التغيير ووفيا لها في حياته". بدوره، قدم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنريحة، باسمه وباسم كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي، تعازيه إلى عائلة المرحوم، راجيا من المولى العلي القدير أن يتغمد روحه برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين، وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل. كما أشاد وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، ب"شجاعة ووطنية وكفاءة" الفقيد، والتي كانت "عاملا حاسما في تدرجه في العمل العسكري خلال حرب التحرير إلى أن بلغ بكل جدارة واستحقاق رتبة رائد في صفوف جيش التحرير الوطني"، مشيرا إلى أن الفقيد "وهب شبابه للنضال ضد المستعمر الفرنسي الغاشم وواصل مساره النضالي بعد الاستقلال وإلى آخر رمق في حياته الطيبة مدافعا عن الديمقراطية وعن الحقوق والحريات". من جانبه، أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، أنه "برحيل الرمز لخضر بورقعة تكون الجزائر قد فقدت أحد رجالاتها المخلصين"، متقدما ب"تعازيه القلبية ومشاعر المواساة والتعاطف" الى عائلة الفقيد ورفاقه الذي يعد أيضا "أحد قادة ورموز الثورة التحريرية". وبذات المناسبة الأليمة، قدمت أحزاب سياسية تعازيها إلى عائلة الراحل وإلى كافة الأسرة الثورية، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني الذي اعتبر أن وفاة المجاهد لخضر بورقعة "ليست خسارة لعائلته وذويه فحسب، بل هي خسارة للجزائر قاطبة وللقضايا القومية التي عاش حياته منافحا لأجلها ومناضلا في سبيلها وخاصة القضية الفلسطينية". وأعرب حزب طلائع الحريات في برقية مماثلة الى عائلة الفقيد عن "صادق التعازي وخالص عبارات المواساة"، راجيا من المولى عز وجل أن يدخله فسيح الجنان. يذكر أن المجاهد لخضر بورقعة ولد يوم 15 مارس 1933 بالعمارية (ولاية المدية) ونشأ في أسرة محافظة قدمت قوافل من الشهداء منهم أخوه الشهيد رابح بورقعة، وقد انضم الفقيد إلى حزب الشعب في سن جد مبكرة ثم الى حركة انتصار الحريات الديمقراطية، كما ساهم في بث خلايا الحركة الوطنية وتوعية الشعب بالمنطقة الرابعة عشية اندلاع الثورة رفقة العقيد سي الطيب جغلالي وسويداني بوجمعة وديدوش مراد. والتحق الفقيد بصفوف جيش التحرير الوطني عام 1956 بنواحي المدية. ونظرا لمكانته القيادية، تقلد عدة مسؤوليات بالولاية الرابعة التاريخية، منها قائدا للكتيبة الزبيرية التي قامت بعدة أعمال بطولية ضد العدو ثم أصبح مسؤولا للناحية الرابعة التاريخية المنطقة الثانية للولاية الرابعة بين سنتي 1959 - 1960. كما تقلد المرحوم رتبة نقيب ثم رائدا للولاية مسؤول المنطقة الثانية الولاية الرابعة برتبة نقيب، بعدها عضو مجلس الولاية الرابعة تحت قيادة العقيد يوسف الخطيب. وفي سنة 1961، عين عضوا في مجلس قيادة الولاية الرابعة ثم عضوا بالمجلس الوطني للثورة، كما عايش المجاهد المرحوم قادة الثورة منهم سي امحمد بوقرة، يوسف الخطيب، ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، رابع بيطاط، الجيلالي بونعامة وغيرهم من قادة الثورة التحريرية. وللمجاهد مؤلف بعنوان "شاهد على اغتيال الثورة" يروي فيه أهم وأبرز محطات حياته ويوميات كفاحه بالولاية الرابعة التاريخية.