– العالم العربي يمر بأزمات عدة استفحلت خُطورتُها – عملنا دائما لإيجاد حلول سلمية تحفظ الدم العربي – إصلاح جامعة الدول العربية أصبح ضروريا – الإدارة الأمريكية السابقة انحازت للاحتلال الإسرائيلي – حساسية المرحلة تتطلب ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني – متمسكون بموقفنا الثابت الداعم لحقّ الشعب الفلسطيني أكد صبري بوقدوم، وزير الشؤون الخارجية، أن القضية الفلسطينية عاشت أصعب فتراتها في المرحلة الأخيرة، في ظل الانحياز الفاضح للاحتلال الإسرائيلي من قبل الإدارة الأمريكية السابقة وقراراتها الجائرة في حق إخوتنا في فلسطين. وأكد تمسك الجزائر على موقفها الثابت واللامشروط الداعم لحقّ الشعب الفلسطيني في استرجاع كافة حقوقه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، على أساس مبادرة السلام العربية". وفي كلمته خلال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، قال بوقدوم: "أتقدم بالشكر إلى كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية على مبادرتهما بالدعوة إلى هذا الاجتماع من أجل تنسيق المواقف بشأن القضايا التي تهم عالمنا العربي". وقال بوقدوم "وبطبيعة الحال، تأتي القضية الفلسطينية على رأس قائمة اهتماماتنا، لما لها من مكانة في قلوبنا جميعاً. ولا يفوتني في هذا المقام، أن أترحم على روح الأخ والزميل صائب عريقات، الذي فارقنا منذ أشهر قليلة، وهو الذي أفنى حياته في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وعن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق". كما تعلمون،-يضيف الوزير-" فقد عاشت القضية الفلسطينية أصعب فتراتها في المرحلة الأخيرة، في ظل الانحياز الفاضح للاحتلال الإسرائيلي من قبل الإدارة الأمريكية السابقة وقراراتها الجائرة في حق إخوتنا في فلسطين. وبالنظر للظروف المُستَجدة، نرى أنه من الضروري استعادة زمام المبادرة من أجل توفير الظروف الملائمة لإعادة بعث مسار المفاوضات على أساس مرجعيات السلام المتوافق عليها دوليا، وفقا للوائح الأممية ومبادئ الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية". وقال الوزير صبري بوقدوم: "وأعتقد أن حساسية المرحلة تتطلب قبل كل شيء ترتيب البيت الداخلي وتضافر الجهود ووضع مصلحة القضية الفلسطينية فوق كلّ اعتبار والحرص أن تكون مواقفنا منسجمة مع المصالح القومية المشتركة" وإنني هنا-يضيف-" إذْ أُشيدُ بالجهود المبذولة في سبيل رصِّ الصف الفلسطيني فإنني أحيي الإخوة في فلسطين على الخطوة الهامة المتخذة مؤخراً لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية والتي نأمل أن تُسهمَ في ترقية المصالحة وتوحيد الموقف الفلسطيني". ولا يفوتني في هذا المقام،- يجدد الوزير-"أن أُذَكر أن بلادي التي كان لها شرف احتضان الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1988، تؤكد على موقفها الثابت واللامشروط الداعم لحقّ الشعب الفلسطيني في استرجاع كافة حقوقه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، على أساس مبادرة السلام العربية". ويؤكد الوزير أن العالم العربي يمر بأزمات عدة استفحلت خُطورتُها وباتت تهدد وحدته وسيادته واستقلاليته، مرفا "إنّ هذا الوضع الذي لا يَخْفى على أحد يتطلب مناّ بذل جهود صادقة لنبذ العنف وتفعيل الحلول السلمية والسياسية بما يضمن أمن وسلامة شعوبنا وبلداننا". إن تحقيق هذا الهدف يتطلّب أولاً –يشدد بوقادوم-"العمل على تحقيق رؤية مشتركة لحل هذه الأزمات وكل التحديات التي نواجهها، وفي مرحلة ثانية، وضع آلية جماعية فعالة قادرة على التعامل مع أي مُتغير، بما يضمن إيجاد حلول سريعة داخل البيت العربي قبل أن تستفحل الأمور وتصعب السيطرة عليها". وفي هذا الإطار، جدد التذكير بموقف الجزائر المبدئي والذي دافعت عنه منذ البداية في جميع الاجتماعات العربية والدولية والرافض لأي تدويل لقضايانا العربية، كما عملت بلادي-يقول- كل ما في وسعها من أجل إيجاد حلول سلمية، تحفظ الدم العربي ووحدة وسيادة الدول العربية، وعارضت كل المساعي التي تتنافى مع هذا الموقف المبدئي. أما فيما يتعلق بآليات العمل العربي المشترك، فإن إصلاح جامعة الدول العربية أصبح ضروريا-يقول بوقادوم- للحفاظ على انسجام الصف العربي وصيانة الأمن القومي العربي. وفي سبيل ذلك، لا بد من إعادة النظر في هياكل ومناهج المنظومة الحالية للتمكن من مواكبة التحولات وتفعيل دور منظمتنا في تحقيق السلم والاستقرار. مصطفى.ق