أبدى نور الدين فكار المدير المركزي متخصص في التأمينات الهندسية وقروض والأخطار الفلاحية،و المكلف بمشروع التأمين التكافلي بالشركة الجزائرية للتأمينات"LA CAAT "،جاهزية الشركة لتعويض الخسائر التي تكبدتها السنة الماضية. وكشف فكار عن استراتيجة قوية تحمل خدمات نوعية وجيدة ومميزة لكل الزبائن، وذلك لتعويض ما فاتهم في العام المنصرم.هذا وأعلن ذات المصدر عن إنشاء شركتين تكافليتين، بالتعاون مع بعض الشركات التأمينية العمومية والبنوك، إحداهما عامة متعلقة بالتأمين على الممتلكات وأخرى عائلية متعلقة بالتأمين على الأشخاص. حاورته/سهام أغوبة * نبدأ بتداعيات كورونا، على رقم أعمال شركة الجزائرية للتأمينات،إلى أي مدى تأثر؟ وصل رقم أعمال الشركة، إلى غاية 31 ديسمبر 2019، إلى أكثر من 24 مليار، بنسبة نمو بلغت ال2 بالمئة، مقارنة بسنة 2018، وطبعا لما نتكلم عن رقم الأعمال فهذا يقابلها تعويضات الزبائن،التي تجاوزت ال 12 مليار،بنسبة نمو بلغت 7 بالمئة ،فضلا عن المخروجات،و بالنسبة لصافي هامش التأمين، فقد قدر بأكثر من 8 مليار دج، بنسبة نمو بلغت 6 بالمئة. وتداعيات جائحة كورونا، على سوق التأمينات لسنة، 2020 في الجزائر، كانت واضحة على رقم الأعمال،والشركة عاشت ما عاشته كل دول العالم، حيث شهدت انكماشا وتقلصا في نسبة نموها، ففي سنة 2020 سجلنا نتائج سلبية، وانخفضت نسبة النمو إلى غاية أكتوبر ب 8 بالمئة، بينما انخفضت إلى غاية ديسمبر ب5 بالمئة، وهو انخفاض طبيعي ومنطقي وحسب ما كان متوقعا. * وماهو الفرع الأكثر تسجيلا للانخفاض في نسبة التأمينات خلال جائحة كورونا؟ الانخفاض في نسبة التأمين مس بالأخص التأمين على السيارات،بسبب توقف الشراء والبيع، وتوقف الإيرادات،أما بالنسبة لفرع التأمينات الهندسية،فقد مس ما تعلق بالحقول والمشاريع والآلات، حيث انخفضت نسبة التأمين عليها ب 21 بالمئة،بسبب توقف الكثير من المشاريع، وانخفضت التأمينات الفلاحية، ب 13 بالمئة، وبالنسبة للتأمين على القروض وأمام تجميد استيراد للسيارات تقلصت نسبة التأمين 14 بالمئة. * شاركت الجزائرية للتأمينات في المؤتمر الإسلامي الأخير الذي نظم بتيبازة،ماذا اقترحتم؟ صحيح،شاركت الجزائرية للتأمينات، في المؤتمر الإسلامي الأخير،المنظم في تيبازة، وقدم الرئيس المدير العام عرضا حول مساهمة التأمين التكافلي في التعامل بالصكوك الإسلامية، وتحدث عن ماهية الصكوك الإسلامية،مثلما قدمها خبراء الاقتصاد الإسلامي،وذلك قصد تحقيق بيئة مالية إسلامية موافقة للشريعة، خاصة وأن استعمال الصكوك الآن، بات ضروريا لتوفير بيئة مالية حاضنة،وميكانزمات، لتسهيل عملية الصيرفة الإسلامية. * ماهي الميكانزمات والآليات اللازمة لتجسيد مشروع الصيرفة الإسلامية؟ الصيرفة الإسلامية،كمشروع يحتاج إلى آليات وميكانزمات وإلى بنوك إسلامية وبما أن الجزائر اعتمدتها من خلال لوائح البنك المركزي، وفتح نوافذ إسلامية على مستوى البنوك منها البنك الوطني الجزائري والقرض الشعبي الجزائري، وعليه كان لزاما علينا توسيع الآليات، وذلك لدفع الاستثمار باستعمال الأوراق المالية الإسلامية،حيث لم تكن الجزائر لتكتفي بفتح نوافذ إسلامية على مستوى البنوك، بل كان لزاما توفير بيئة تكاملية، تجمع البنوك الإسلامية للاستثمار في أوراق مالية إسلامية،ترافقها مؤسسة تأمينية إسلامية وهذا ما يسمح بخلق تكامل اقتصادي إسلامي. * الكثير لا يعرف معنى ودور وماهية الصكوك الإسلامية،فهللا عرفتنا بها؟ الصكوك الإسلامية هي وثائق مالية متساوية القيمة تصدر وفق عقود شرعية تمثل حصة شائعة في ملكية الموجودات القائمة، كما يتم إنشاؤها من قبل حصيلة اكتتاب لبعض الشركات والأشخاص سواء كانت طبيعية أو معنوية،ويشترط على حامل الصكوك الاستفادة من نسبة أرباح معينة متفق عليها،مثلما يتحمل نصيب من الخسائر في قيمة الصك الإسلامي وهذه هي ميزة الآليات الإسلامية. وأشير إلى أن الصكوك الإسلامية في العالم وصلت قيمتها إلى أكثر 850 مليار دولار في أواخر 2016، و هي في ليست فقط متداولة في الدول الاسلامية بل حتى في الدول الغربية، المهم بالنسبة للغرب استقطاب الأموال لا يهمها المنبع. * كيف يساهم التأمين التكافلي مع التعامل بالصكوك الاسلامية؟ التأمين التكافلي هو اتفاق أشخاص يجبرون بعضهم البعض عن الأضرار في مهنتهم وفي حياتهم اليومية، وذلك من خلال دفع اشتراكات وليس عن طريق المنح مثلما هو معمول في التأمين التقليدي، وتكون الإشتراكات في صندوق التأمين التكافلي في الجزائر،على أساس التبرع، وفي بعض البلدان الإسلامية يكون على أساس الالتزام بالتبرع، حتى لا يأتي في يوم وينسحب من التزامه، ويقول لست ملزما وأريد استرداد أموالي. * وأين يضخ المتبرع اشتراكاته؟ توضع هذه الاشتراكات في صندوق مستقل عن صندوق المساهمين، وهذا الصندوق مخصص فقط للمشتركين،أي من لهم ذمة مالية.و في حال وقوع الضرر يستفيدون من التعويض، وألفت هنا إلى أن المساهمين هم مسيرو الشركة. * ماهي خصائص التأمين التكافلي؟ يتميز التأمين التكافلي بعقد تبرع، أما التأمين التقليدي، فمبني على "عقد معاوضة"، وألفت إلى أن عقد تبرع في التأمين التكافلي، ليس له مقابل ربح، بل مقابله تعاون بين مشاركين. وللتوضيح أكثر فالمؤمن والمؤمن له يشتركون في الصندوق.. وذلك الصندوق الذي وضع فيه الناس مالهم ، يأخذون منه تعويضاتهم عن أي ضرر لحق بهم من خلال تأميناتهم،وفي حال سجل الصندوق أرباحا وفائضا،فيستفيد منه المشاركون، ونفس الشيء عند العجز،حيث تقدم الشركة المسيرة للصندوق قرضا على أن يرد القرض بعد تعافي الصندوق وانتعاشه، وهذه الآلية أباحها وسمح بها العلماء المختصون في الاقتصاد الإسلامي،حيث وجدوا هذا الميكانزم والمعاملة مطابقة للشريعة الإسلامية، وهذا ما يسمى بالقرض الحسن وقد تحدث عنه المرسوم التنفيذي الجزائري رقم 2181. وألفت إلى أن الصندوق يجب أن تسيره الشركة من طرف المساهمين،لكن شريطة الفصل بين الصندوق الخاص بالشركة، والصندوق الخاص بالمشاركين في التأمين التكافلي، والفصل أكرر وأؤكد، واجب طبقا لمبادئ الشريعة الإسلامية. * وكيف تستفيد الشركة من صندوق التأمين التكافلي؟ تستفيد الشركة من صندوق التأمين التكافلي، إما بأجرة وكالة أو عمولة بوكالة تتراوح نسبتها بين 10 بالمئة و 20 بالمئة، أو عن طريق مضاربة في حال الاستثمار، أو الاثنان معا ، أي تسيير الوكالة والمضاربة في الاستثمار، وهذا يسمى بالنظام المختلط. * ماهي المبادئ الأساسية للتأمين التكافلي،وبم يتميز؟ من المبادئ الأساسية للتأمين التكافلي، تفادي الريبة، أو الفوائد، توفير بيئة التعاون والتآزر، لأن هدفه رضا الله.إضافة ولتفادي الغموض،من مبادئه، تفادي المَيْسِر أو المجازفة المحرمة، وأشير إلى أنه كل ما له علاقة بالمَيْسَر والمجازفة لا نتعامل معه وبه، وكل ما هو مخالف للشرع لا يستثمر فيه ولا يؤمن له، على غرار تفادي الاستثمار في محل غير شرعي، وكتأمين شركات مصانع مشروبات كحولية ،فهذا ممنوع. * هلا حدثتنا عن أهداف التأمين التكافلي؟ من أهداف التأمين التكافلي،تحقيق الأمان للمشاركين والوقاية من المخاطر التكافلية من خلال التآزر والتعاون التكافل،كون أهم مبدأ في هذا الميدان هو جبر الضرر، بمعنى في حال الضرر نعوض الإنسان، إضافة إلى الإسهام في عملية تنمية البلاد،وفي هذا السياق كان تدخل مدير العام خلال المؤتمر الدولي، حيث أبرز كيفية إسهام التأمين التكافلي في عملية التنمية، وكيفية الاستثمار بأموال المشاركين، طبعا بعد موافقتهم، وفي هذه الحالة سوف يستفيدون بالأرباح، وهنا يكمن الفرق بين التأمين التقليدي والتكافلي، فالتقليدي يقدم المنحة والتعويض التكافلي يقدم الأرباح والتعويض. من بين الأهداف الأخرى للتأمين التكافلي،دعم عملية المصاريف،فالمصرف البنكي يحتاج إلى التأمين ،وطبعا شركات التأمين التكافلي تقوم بمهمة دعم هذه المصاريف عن طريق التأمين. ونفس الشيء بالنسبة للمصارف الاسلامية،حيث تقوم بقرض الزبائن وهذه القروض تحتاج للتأمين عليها وفي هذه الحالة يظهر دور شركات التأمين التكافلي من خلال تأمين المشاريع هذه القروض، وتوفير البديل،عن التأمين التقليدي للأشخاص الذين يريدون معاملات مطابقة للشريعة الاسلامية.
* ماهي شروط ممارسة التأمين التكافلي؟ شروط ممارسة التأمين التكافلي، حسبما حدده المرسوم التنفيذي، المؤرخ في 23 فيفري 2021، 2181 ،حيث بإمكان الشركات التأمينية استحداث شركات تأمين تكافلي، لكن تفاصيل وشروط ممارسة هذه المهمة، تركت للقانون التنظيمي، الذي أعطى للشركات فرصة فتح شركات تكافلية. * ولمن تعود ملكية الفائض للشركات التقليدية؟ ملكية الفائض بالنسبة للتأمين التقليدي يعود للمساهمين في الشركة،فإذا كان المساهم في الشركة الجزائرية للتأمينات هي الدولة، فالفائض كله يوجه لها. أما بالنسبة للتكافلي فإن الفائض يعود للمشتركين أو المتبرعين في الصندوق. * هل هناك رقابة على صندوق التأمين التكافلي؟ نعم هناك رقابة شرعية على صندوق التأمين التكافلي، وقد حدد خبراء الاقتصاد الإسلامي الميكانزمات، لأنهم يعلمون بأن شركة يسيرها بشر، والبشر قد يخطئ ويصيب، وعليه استوجبوا مراقبته ومتابعته وتوجيهه،ووضع لجنة مراقبة شرعية،تضم خبراء ومدقق لتدعيم مبدأ الاقتصادي الإسلامي. * وهل من قانون يؤطر مساهمة التأمين التكافلي في المشاريع التنموية؟ التأمين التكافلي يساهم في الاستثمار والمشاريع التنموية وهي مساهمة مقننة، حددها الأمر، 95 07 224، وأما الاستثمار من خلال التأمين التقليدي فقد حددته المادتين 23 24 من المرسوم التنفيذي رقم 13\ 114، المتعلق بالالتزامات المقننة لشركات التامين وإعادة تامين، وتكون المشاركة في قيم الدولة ومنها تكتسي شكل سندات الخزينة وأيضا في شكل ودائع لدى الخزينة أو سندات تصدرها الدولة، وفي شكل سندات شركات القيم المنقولة كسندات شركات تأمين والشركات الاقتصادية التجارية الأخرى والأصول العقارية، وهي المهمة التي يفعلها الكثير من شركات التأمين،كونها عملية سهلة،حيث تشتري الشركة ممتلكات عقارية تبيعها أو تؤجر وتستنفع به، فضلا عن توظيفات أخرى قد تكون في سوق النقدية يحددها القانون. * أين هي الجزائر من تجارب بعض البلدان الأخرى في الصيرفة الاسلامية والتأمين التكافلي والصكوك الاسلامية؟ هناك تجارب في كل من تونس والمغرب، والأهم في آسيا، ماليزيا،صاحبة تجربة رائدة في الصيرفة الاسلامية والتأمين التكافلي والصكوك الإسلامية، حيث طورت كثيرا الصيرفة الاسلامية والتامين التكافلي والصكوك الاسلامية وسجلت نجاحا باهرا في استقطاب الأموال، حتى الشركات الأجنبية تعمل في اطار الصيرفة الاسلامية وسجلت بدورها نجاحات. أما في الجزائر فهناك قوانين قيد الدراسة لفتح شركات تكافلية، إلا أنها تحتل المرتبة الأولى من حيث إصدار للصكوك الاسلامية. وألفت إلى أن الشركات التكافلية التأمينية في الجزائر، تفتقد للمواصفات الدقيقة التي وضعها خبراء الاقتصاد الإسلامي والسبب هو غياب الإطار القانوني الذي يحدد شروط ممارسة هذا التأمين التكافلي، لذا لا يمكننا القول بأن هناك شركة تكافلية،لاسيما وأنها صدرت عن الشركة الأم وهي مصرف السلام. لكن مع هذا لا ننكر بأن في الجزائر، إرادة كبيرة في إنشاء شركة عمومية للتأمين التكافلي،على غرار"الشركة الجزائرية للتأمينات". ونذكر أنه في 2020، وضعت السلطات ميكانزمات للصيرفة الاسلامية، من خلال المادة 93، حيث اعتمدتها وأعطت إجازة، لفتح شركات تأمين تكافلي،ليتم إصدار في فيفري مرسوم رقم 2181،، المحدد لممارسة هذا المهام. * ماهي آفاق التأمين التكافلي في الجزائر؟ سيفتح التأمين التكافلي،مجالا واسعا للشركات التقليدية مع البنوك، إذا أرادات أن تستثمر في الشركات التأمينية التكافلية، ونحن كشركة جزائرية للتأمينات،وبالتعاون مع بعض الشركات التأمينية عمومية والبنوك تم الاتفاق على إنشاء شركتين تكافليتين، واحدة عامة متعلقة بالتأمين على الممتلكات وأخرى عائلية، متعلقة بالتأمين على الأشخاص، طبقا لما جاء به القانون التكافلي، وهو الفصل بين التأمين على الممتلكات والأشخاص. * وماهو منتوجكم الذي ستقتحمون به سوق التأمين التكافلي؟ فيما يخص منتجات التأمين التكافلي، فهو لا يختلف عن المنتوج التقليدي، بل هي نفسها، والاختلاف سيكون في طريقة إعداد هذه المنتجات التي تربط المؤمن بالشركة، حيث سيحسب منها نسبة الربح والفائض والعجز. وسيكون التأمين على السيارات والكوارث الطبيعة والقروض، وأعاود التأكيد بأن الاختلاف في التأمين، سيكون من حيث المبادئ والشكل وطريقة التأمين، وسيكون عن طريق عقد وكالة أوعقد مضاربة بين المشتركين وبين مسير الشركة أو عن طريق عقد مختلط أي عقدي وكالة ومضاربة، حتى لا نجانب المبادئ التكافلية ونتفادى الربا والغرر والميسر. * توقعاتكم لهذه السنة، بشأن رقم أعمال الشركة الجزائرية للتأمينات؟ في ظل هذا العهد الجديد،ستكون سنة 2021، على الشركة الجزائرية للتأمينات وكل الشركات،صعبة، بسبب تداعيات أحداث السنة السابقة، من كورونا والوضعية الاقتصادية الحرجة، وعليه الجميع سيعمل جاهدا لتعويض ما فاتها من خسائر. * هل من استراتيجية لتجاوز تداعيات السنة الفارطة؟ لدينا خطط و استراتيجية لتجاوز تداعيات السنة الفارطة وتعويض ما فاتنا من خسائر، حيث، سنجسد استراتيجيتنا في تعويض الزبائن وتقديم خدمات مميزة والتنويع في المنتجات للشركة، لاسيما وأن التنافس على أوجه،بين الشركات، وكلها تعمل على تعويض ما فاتها في 2020. وأعاود التأكيد،"لاكات"، ستحاول تقديم خدمات متميزة ومتنوعة، وستقتحم عالم الرقمنة لتحسين منصات الشبكات الكترونية ومنها لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن،وطبعا بالتأمين التكافلي سيكون هناك الجديدة والمفيد، لكل الشركات المساهمة في المشروع ونظن أننا نتنبأ خيرا للشركات والمجتمع، لأنه مشروع جديد جاء في وضع اقتصادي صعب لذا الرهان سيكون كبيرا وعلى الشركات اغتنام الفرصة ورفع الرهان، خاصة بعد وضع الميكزنامات، وظهور إرادة سياسية للسلطات الجزائرية، لإعطاء حيز للصيرفة،ووضع وتقنين الصكوك الاسلامية. وأعتقد،أن مشاركة شركات التأمين العمومية في التأمين التكافلي، ستكون فعالة لتحقيق البيئة المالية الاقتصادية الإسلامية الملائمة،المبنية على ثلاث دعائم مهمة، وهي البنوك والاستثمار والتأمين. * كلمة تودون ختم بها حوارنا؟ أتمنى للموطنين سنة خير على الجميع وسنة بركة للمشروع التكافلي،خاصة أنه سيعود بالمنفعة على الجميع للناس والشركات .