أكد المترشح عبد العزيز بوتفليقة، أنه لا مناصة من الذهاب إلى إستفتاء لإصدار عفو شامل عن أفراد الجماعات الإرهابية، أو إقرار تدابير إضافية في ميثاق المصالحة، وقال ''إذا كانت هناك أية خطوات للأمام في المصالحة الوطنية أو تغيير فيها، فسيكون هناك لجوء للاستفتاء (...) ومهما يكن من أمر، فلن تكتمل شروط العفو الشامل ولن يصدر أي عفو على حساب الشعب الجزائري وكرامته وعلى حساب الوطن، فبهذا الشرط تهدأ النفوس، فلا عفو على أي شخص ما لم يستسلم للشعب الجزائري، فالشعب هو الذي يعفو، ولا عفو إلا عن طريق الاستفتاء''. ورغم تشدّده في مسألة العفو الشامل، فقد أبقى الرئيس المترشح الباب مفتوحا أمام الراغبين في الاستفادة من المصالحة الوطنية، وقال مخاطبا أنصاره المحتشدين بالقاعة البيضاوية، في ختام الحملة الانتخابية التي انتهت آجالها القانونية أمس، قال ''لمست أن الأغلبية الساحقة من الشعب، مع فتح الباب أمام من قرروا العودة إلى طريق الصواب، وأنا أرحب بهم باسمكم جميعا''. مع تعهده بالقضاء على الإرهاب عن طريق المصالحة، واستخدام الوسائل الراديكالية ضد الرافضين لهذا المسعى، ''لن نستسلم أمام من يتمسكون بالإرهاب، فالشعب الجزائري والجيش الوطني الشعبي، سيهزمان الجماعات الإرهابية، التي ترفض فرصة العودة لشعبها''. يجدر التذكير بأن بوتفليقة، كان قد تعرض إلى مسألة العفو الشامل، في لقاء انتخابي نشطه بتمنراست، فاستبعد القيام بهذه الخطوة في الظرف الراهن، داعيا الإرهابيين إلى وضع السلاح أولا، ''كل من حاد عن الطريق وكان ضد الشعب الجزائري ومصالحه، عليه أن يضع السلاح أولا، وحينها ربما قد تهدأ القلوب، ويتحدث الحاكم عن العفو الشامل''، على حد قوله. كما حذر، من أن ''العفو الشامل غير المدروس، قد يؤدي إلى حرب أهلية''، لكن دون أن يقرن يومها، إقرار هذه الخطوة بالذهاب إلى استفتاء شعبي. ولم يتوقف المترشح خلال الحملة، عن مهاجمة المتسببين بالمأساة الوطنية، ومن ذلك اشتراطه على المقيمين منهم بالخارج، ''الاعتذار من الشعب''، نظير السماح لهم بالعودة إلى الوطن، وكذا انتقاده للتائبين على خلفية مطالبتهم بما يقولون إنها حقوق لهم في ذمة السلطات، وتوجهه إليهم بالقول ''أهلكتمونا أهلككم الله!''. من جهة ثانية، وصف المتحدث حملته ب ''الناجحة''، لاسيما فيما يخص، زيارته مدينتي بجاية وتيزي وزو، وقال في هذا السياق، ''كان البعض يتوجس خيفة من القبائل، وقد ذهبت إلى بجاية وتيزي وزو، وكان الاستقبال هناك وطنيا محضا''. وتابع المتحدث ملمّحا إلى إمكانية، اتخاذه قرارات على صعيد ما يعرف ب ''مسألة الهوية''، حيث قال ''إذا كانت هناك في الشرق أو الغرب، في الشمال أو الجنوب، بعض القضايا ثقافية أو اقتصادية، فنحن لها بالمرصاد وستحل، ولن أذكر الأسماء''.