جمع المراقبون لمجريات الحملة الانتخابية في نصفها الأول أن موضوع المصالحة الوطنية والعفو الشامل، أخذ حصة الأسد فارضا نفسه في خطابات المترشحين للرئاسيات القادمة ولو بصورة متفاوتة من مترشح لآخر. فالمترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة وبحكم العارف والمتمسك بخيوط أعقد ملف تواجهه جزائر الاستقلال، بدأ حملته الانتخابية بتطرقه لملف الوضع الأمني وما يراه مناسبا للمساهمة في إرساء السلم الأهلي بشكل تام. بوتفليقة الذي لديه حق ''براءة الاختراع'' لقانون السلم والمصالحة، قال في تجمعاته الشعبية التي ينشطها في إطار الحملة الانتخابية إنه مستعد في حال انتخابه لعهدة جديدة لإصدار عفو شامل لصالح عناصر ''الجماعات الإرهابية'' شريطة استسلام جماعي وكامل للمسلحين. ليعاود الرئيس المرشح في خطاب ألقاه أمام مناصريه بولاية تمنراست التأكيد أن اقرار العفو الشامل لا يأتي إلا بعد أن يستسلم كل واحد من الإرهابيين ويضع سلاحه ويعلن وقف العمل المسلح ضد وطنه وشعبه''. بوتفليقة ورغم إقراره بصعوبة المهمة وبخطورة'' إصدارعفو شامل غير مدروس، يكون على الأقل قدم شيئا ملموسا في شكل وعود لاستكمال مسار المصالحة الوطنية. من جهته، مرشح حركة الاصلاح الوطني أكد في تجمع شعبي منذ يومين أنه مع إصدار عفو شامل على من تبقى في الجبال دون شروط، مضيفا في السياق نفسه أنه يطالب بالتزام من الارهابيين بتسليم سلاحهم واستسلامهم مباشرة بعد صدور العفو الشامل. حديث الدكتور المرشح جاء في شكل رد غير مباشر على ما قاله بوتفليقة في نفس الموضوع ووضعه شروطا، منها تسليم السلاح والنزول من الجبال مقابل عفو شامل. جهيد يونسي كان قد صرح ل''البلاد'' قبل بداية الحملة الانتخابية بأنه من أنصار العفو الشامل وعودة قيادة الفيس المحل للنشاط السياسي. أما المرشح الحر محمد السعيد فلم يتطرق بشكل كبير للملف الأمني وموضوع المصالحة الوطنية، إلا أنه أكد خلال تجمع شعبي له أنه يتعهد بترقية المصالحة الوطنية التي قال عنها إنها ساهمت بشكل كبير في استتباب الأمن وعودة الاستقرار للجزائر. أما في ما يخص العفو الشامل، فإن رئيس حزب العدالة والحرية غير المعتمد يؤكد أنه مع عفو شامل من حيث المبدأ، مستدركا بوجوب التأني والتريث في تطبيق قرار هام مثل العفو الشامل، لأن القضية -حسب محمد السعيد- تتعلق بالأرواح والدماء الجزائرية البريئة. المترشحون الآخرون مثل لويزة حنون لم تتحدث بشكل واضح على الأقل عن موضوع العفو الشامل، مع أن المرأة الوحيدة المترشحة لرابع استحقاق رئاسي تعددي في الجزائر، تدافع عن حل سياسي للأزمة الأمنية في الجزائر. كما رافعت خلال تجمعاتها لصالح موضوع السلم الأهلي، لكن الأمينة العامة لحزب العمال لم تتحدث عن العفو الشامل فهل هي مع اقراره وبأي كيفية؟ المترشحان الآخران موسى تواتي وفوزي رباعين لم يتطرقا فعليا وبصورة واضحة لموضوع المصالحة الوطنية والعفو الشامل، مع التذكير أن فوزي رباعين المرشح لرئاسيات أفريل كان قد أعلن في مواعيد سياسية سابقة أنه ضد إقرار عفو شامل دون أن تأخذ القضية ''طريقها الطبيعي'' في العدالة.