جدد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رفض بلاده القاطع لمشروع الإتحاد من أجل المتوسط الذي إقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأعلن القذافي عدم مشاركة بلاده في قمة الغد بالعاصمة باريس المخصصة للإعلان الرسمي على ميلاد هذا التكتل الجديد والتي ستعرف مشاركة كل الدول المعنية بالمشروع. وأوضح القذافي في ندوة صحفية عقدها في العاصمة طرابلس وخصصت لشرح موقف ليبيا الرافض للمشروع وكذا مبررات عدم انضمامها إليه ومقاطعتها لأي قرارات ستصدر عن قمة باريس التأسيسية. أنه لن يحضر القمة ولا ينتظر شيئا من هذا المشروع الذي قال أنه سيكون مآله الفشل كسابقيه، ووصف الزعيم الليبي المشروع ب''المخيف''وبأنه عبارة عن ''حقل ألغام'' قد يؤدي إلى تزايد العمليات الإرهابية ضد أوروبا من طرف الجماعات المتطرفة التي قال أنها لن تتوانى في إتهام الدول العربية المشاركة فيه ب''الخيانة''، ولم يتوقف القذافي عند هذا الحد بل وصف مشروع ساركوزي بأنه يحمل في طياته موجة استعمارية جديدة مصبوغة ب''الصليبية والرومانية''-على حد تعبيره- والتي تهدف إلى السيطرة على موارد وثروات دول جنوب حوض المتوسط . وتابع الزعيم الليبي بقوله''لا أنصح شعبي بأن يدخل هذه الطبيخة ...هذا سيدخلنا في حقل ألغام'' واعتبر أنه من غير المعقول أن يجعل من بروكسل عاصمة الإتحاد الأوروبي، عاصمة للعرب الذين سيصيرون فيما بعد في تبعية كاملة لأوروبا لأنه لا توجد -حسبه- ندية في العلاقات بين دول الضفتين على اعتبار أن أوروبا ستكون ممثلة ب 34 دولة مقابل 8 دول عربية متوسطية . واعترف القذافي أنه قبل وساند مشروع ساركوزي في بدايته لما كان تعاونا وشراكة بصيغة 6+6 أي الدول الإفريقية والأوروبية الست المطلة على البحر المتوسط من الجانبين، ولكن بعد الضغوط التي مارستها ألمانيا من أجل توسيعه وتخوفها على تجزئة الإتحاد الأوربي رفضت ذلك، واعتبر القذافي أن قول المستشارة الألمانية أن بلادها لن تسمح بتقسيم أوروبا، يدفعه هو بالمقابل إلى للدعوة إلى عدم القبول بتجزئة الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي. وردا على سؤال عما إذا كانت ليبيا ستشارك، ولو على مستوى منخفض، في قمة باريس يوم 13 من يوليو المقبل من أجل إطلاق المشروع الجديد، أجاب القذافي: ''ليس هناك داع للمشاركة أصلا، وأردف قائلا ''المشروع غير واضح، ولي ذراع، فإما أن نقبل إسرائيل كشريك أو لا نجلس معهم''، ''أوروبا هي المحتاجة إلينا.. فلدينا النفط والهجرة غير الشرعية والإرهاب كما تقول.. إذن يجب أن تجلس معنا بدون شروط".". ورأى القذافي أن دخول الدول المطلة على البحر المتوسط من الجانب الآسيوي ''يخلق المشاكل'' لوجود الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمشاكل بين الأكراد والأتراك، معتبرا أن ''هذه المنطقة شائكة، ولا تتفاهم إلا بالصواريخ ، وهي منطقة غير مؤهلة للجلوس معها. وسعيا لتنسيق الموقف العربي والاتفاق على عناصره، سيعقد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اجتماعا تنسيقيا لوزراء الخارجية العرب المشاركين في الاتحاد اليوم بمقر السفارة المصرية في باريس؛ بحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء الماضي .