هنا في البلاد التي لا تراني تُعانقني الكأس والغانيهْ وتدفن في بسمتي خوفَها الساقيهْ وأشعر أني الذي لا يزال تُطارده الإستفاقةُ أو يتقيه النهارُ أنا ظلمة تتثاءبُ في قلبها تستريح الثمالةُ والحرف يسكبُ في راحتيها الغناءَ الذي تحتويه الجرارُ وتعرفه الأذنُ الباليهْ أنا هاهنا أثوي وحيدا وفي دمي يسيل نبيذ القول حين أثورُ تطوف بيَ الأشباح قبل استفاقتي وترقصُ في جوّ القصيد طيورُ تُسائلني الأنهارُ عن سر سكرتي فيثملُ في أفْق الشعور شعورُ وتكتمل اللذاتُ ليلا عيونه ظلام إلى كل القلوب يسيرُ أقول لها : إني ولدتُ وفي يدي كروم جراح حلوةٍ وخمورُ أنا في حضوري غائب لستُ أنجلي لحيٍّ ولي وسْط الغياب حضورُ تغور كشوف الشعر في عمق حيرتي وقلبيَ في عمق الكشوف يغورُ أقول له : ماذا ترى من مجاهلٍ فتشرق فيه دهشة وسرورُ يقول: أرى ما ليس للخلق باديا وما حالهم يوما إليه يصيرُ أرى كلَّ سرٍّ كنتُ أجهل كنههُ يُهتِّكُ أستار الجوى ويطيرُ أرى ألف ذكرى تحمل الريح ذكرها وتذرو ثراها تارة وتخورُ أرى سفنَ الأشواق تثقلُ سيرها حماقة أمواج الهوى وبحورُ أرى الحرفَ مصلوبا على لوح ثورتي فتُكشَف لي بعد العذاب أمورُ هنا أو هناكْ أسير شريدا يُراقبني الحرفُ يُخبرني أنني ملك الجرحِ يا حرفُ دعني تعبتُ تعبتُ هنا أو هناكَ ابتدأتُ الكلام الذي ليس يُشبهه غيرهُ ومزجتُ الفضائلَ بالإثمِ حتى امتزجتُ ركبتُ حصان المتاهةِ منطلقا نحو حتفي سعيدا أوقِّع في الأرض شيئا من الحزنِ أو من بقايا الفرحْ ها أنا ذقتُ كلّ البلايا وأبليتُ جسميَ حتى استحلتُ الشبحْ يعلم الليلُ أني الذي مات مذ زمنٍ ثمّ في لحظة عابرهْ عاد ممتطيا حلمهُ ليبعثَ ما غاصَ في أعمق الذاكرهْ يعلمُ الليلُ ما أشتهيهِ ويصرخ مفتخرا يا نهارُ: أرأيتَ رفيقي أرأيتَ ثمالته حين ترقدُ في الزمن المستفيقِ فتقول الحجارُ: لقد مرّ قربيَ ملتحفا بالحريقِ يحتوي كلَّ شيءٍ ولا شيءَ قد يحتويهِ فتردّ الثمارُ: هو من ضاجعَ الطينَ أو أنزلَ الماءَ فارتعشَ الشجرُ ويقولُ الغمامْ: هو ذا المطرُ ويقول الكلامْ: هو كل الذي تدَّعونْ وكل الذي تتقونْ وكل الذي تعلمونَ ولا تعلمونْ