.تنطلق اليوم قمة الاتحاد من أجل المتوسط بمشاركة 42 دولة متوسطية بما فيها الجزائر، التي أعلنت مشاركتها في الأيام القليلة الماضية بعد انتظار وترقب. إعلان الجزائر مشاركتها في القمة لم يأت من منطلق الصدفة، وإنما بعد التحفظ الذي أبدته في وقت سابق، لكن وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة أزال ذلك الغموض عندما أرجع المشاركة إلى الدور الذي ستلعبه الجزائر في القمة انطلاقا من إنصاف القضايا العربية في المنطقة المتوسطية . ولهذا الغرض وعشية انطلاق القمة التأسيسية ارتأت ''الحوار'' أن تنزل الى الشارع الجزائري بغية التقرب من الطبقة الشعبية بمختلف شرائحها ومعرفة رأيها حول هذه المشاركة. جهل بالمشروع وأمل في تيسير تنقل الأشخاص بين الضفتين .تنطلق اليوم قمة الاتحاد من أجل المتوسط بمشاركة 42 دولة متوسطية بما فيها الجزائر، التي أعلنت مشاركتها في الأيام القليلة الماضية بعد انتظار وترقب. إعلان الجزائر مشاركتها في القمة لم يأت من منطلق الصدفة، وإنما بعد التحفظ الذي أبدته في وقت سابق، لكن وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة أزال ذلك الغموض عندما أرجع المشاركة إلى الدور الذي ستلعبه الجزائر في القمة انطلاقا من إنصاف القضايا العربية في المنطقة المتوسطية . ولهذا الغرض وعشية انطلاق القمة التأسيسية ارتأت ''الحوار'' أن تنزل الى الشارع الجزائري بغية التقرب من الطبقة الشعبية بمختلف شرائحها ومعرفة رأيها حول هذه المشاركة. لا نعرف قمة اسمها ''الاتحاد المتوسطي" أجمعت مختلف شرائح المجتمع التي التقينا بها على عدم درايتها بالقمة من أساسها. ونحن نستطلع بعض آراء الشارع الجزائري رسخت في ذاكرتنا بعض الأقوال ''لماذا كل هذا الضجيج حول الاتحاد المتوسطي ومشاركة الجزائر فيه، ألم تكن الجزائر تشارك في كل القمم والمؤتمرات الدولية خاصة بعد قدوم عبد العزيز بوتفليقة الى سدة الحكم'' يقول أحد المارة، رجل في العقد الرابع أو الخامس من عمره من شارع موريس أودان القلب النابض للعاصمة، حيث كانت أول وجهة لنا. وقد عبر لنا أحد الشباب الذي كان جالسا على أحد الأرصفة على الأمر بالقول ''لم أسمع بحياتي بقمة اسمها الاتحاد المتوسطي، وان يكن فهي مثل كل القمم الأخرى لا تهمني أصلا ما يهمني اليوم هو وجود منصب عمل والزواج فإن كانت هذه الأخيرة ستوفر ذلك فأنا معها''. من جهتها ذهبت أسماء حاصلة على ليسانس في التجارة وبطالة منذ عامين إلى القول إنها لا تعرف مثل هذه القمم ''إلا أنني اعلم أن الجزائر عضوة في قمة عدم الانحياز، أما القمة المتوسطية فلم أسمع بها إلا من عندك الآن" . الوجهة الثانية لجولتنا أردناها أن تكون إلى بعض الأحياء الشعبية في العاصمة، على غرار حي ''عين النعجة''. ولم تكن آراء الشارع هناك تختلف عن سابقتها وبمجرد الدخول الى أحد الأحياء لمحنا مجموعة من الشباب ملتفة حول طاولة سجائر، قصدناها لمعرفة رأيها في الموضوع فكانت الإجابة بكل استهزاء وسخرية ''نعرف الاتحاد الشباني، اتحاد البطالين ، اتحاد ''الشومارة'' ، أما هذا الذي تتحدثين عنه فلم نسمع به وهل سيسمح لنا ''بالحرقة'' دون قيود، وإذا كان الأمر كذلك فمرحبا بالقمة ونريد قمما من هذا النوع تسهل الهجرة والعمل". "نحن مع بوتفليقة أينما وحيثما ذهب" ونحن نستجوب العاصميين حول الأمر استوقفتنا بعض الجمل العفوية الصادرة من قبل المستجوبين، كتلك التي صدرت عن أحد الكهول الذي ورغم أنه لم يفهم شيئا من الحديث الذي كان يدور بيننا وبين شخص جالس أمامه حول الموضوع، إلا أنه أخذ الكلمة منا بكل عفوية وقال '' أنا مع رئيسنا بوتفليقة أينما وحيثما ذهب". أما الجملة الأخرى التي استوقفتنا بدورها، تلك الصادرة عن أحد الشباب، طالب جامعي من منطقة داخلية في الوطن، جاء لقضاء جزء من عطلته الصيفية في العاصمة، وتتمثل في ''عين الرئيس على الشباب وعين الشباب على ''الحرقة'' وترك بلادهم''، موضحا أنه لولا اهتمام بوتفليقة بالشباب ومستقبلهم لما غامر بالمشاركة في هذه القمة ''الغامضة'' على حد قوله. "الرئيس اعرف بمصلحة الجزائر من غيره''، هي جملة أخرى من بين الجمل التي سجلناها ونحن نجوب شوارع العاصمة ونستفسر من خلال المارة والجالسين عن رأيهم في هذه المشاركة. "للطبقة المثقفة فقط" تركنا الشارع الجزائري ، بكل ما يحمل من تناقضات، وتوجهنا في محطتنا التالية الى الطبقة المثقفة، فكان أول المستجوبين خبير في العلوم السياسية، حيث أكد أن مشاركة الجزائر في القمة التأسيسية لايزال يكتنفها الكثير من الغموض من منطلق أن أهداف الاتحاد لم تتحدد بعد، ولم تتحدد كذلك مجالات التعاون وعلى خلاف هذا الرأي لم يبد المحلل السياسي ومن قدامى الصحافيين معارضة شديدة لمشاركة الجزائر في القمة، من منطلق أنها لا يمكن أن تدير ظهرها بصفتها مجبرة على ذلك، ولا يمكن أن تدير ظهرها للاتحاد من منطلق وضعها الإقليمي في إفريقيا، الى جانب طموحات رئيس الجمهورية المعروف برصيده القوي في الدبلوماسية الجزائرية، وسيكون هذا الاتحاد حسبه فرصة أخرى لإثراء هذا الرصيد، حيث انه لم يترك الفرصة تذهب رغم مخاطر التوجه. ويقول ذات المتحدث إن من وراء حضور بوتفليقة العودة القوية للساحة الدولية خاصة وأنه بديل لمنظمات عالمية أخرى كالاتحاد الأوروبي، موضحا أن الجزائر كانت مجبرة على المشاركة بالرغم من تحفظاتها على عدة بنود كالتطبيع مع إسرائيل. حتى وإن تباينت الآراء حول مشاركة الجزائر في القمة التأسيسية للاتحاد من أجل المتوسط، فقد استخلصت ''الحوار'' من خلال احتكاكها وتقربها من الشارع العاصمي، التفاف مختلف شرائح المجتمع حول رئيسهم ''العزيز'' كما أطلق عليه أحد سكان ساحة أول ماي ومساندته في مشاريعه.