رفض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تحديد موقف حول مشاركته في اجتماع باريس المقرر في 13 جويلية المقبل للإعلان عن مشروع الإتحاد من أجل المتوسط، وقال عقب ساعتين من المحادثات جمعته برئيس الحكومة الفرنسي فرانسوا فيون "كل شيء في حينه" في رد مقتضب عكس تمسك الجزائر بموقفها المتحفظ، كما أبقى على احتمال رفض الالتحاق به إذا ما قدرت أن أهدافه غير مقنعة. أبقى رئيس الجمهورية على حالة الغموض بشأن ما إذا كان سيحضر قمة إعلان الاتحاد من أجل المتوسط في باريس، وقبل 20 يوميا بالتحديد ما تزال تفصل عن هذا الاجتماع الذي كان محور زيارات ماراطونية قادت عددا من المسؤولين الفرنسيين إلى الجزائر في ظرف وجيز، أظهر رد الرئيس بوتفليقة أمس على سؤال الصحفيين في ختام لقاء خص به رئيس الحكومة الفرنسي بمقر رئاسة الجمهورية استغرق ساعتين وعشرين دقيقة، أن الجزائر لم تتلق لحد الآن التوضيحات الكافية على التساؤلات التي طرحتها في اللقاء الذي احتضنته يوم 6 جوان الفارط والمتعلقة بفحوى هذا المشروع وكذا السؤال الجوهري المتعلق بدور ووضعية إسرائيل في الإتحاد المتوسطي. يأتي ذلك في وقت سبق وأن دافع وزير الاتصال في لقائه الأسبوعي مع الصحافة الأسبوع الماضي عقب انعقاد مجلس الحكومة عن مطلب الجزائر قائلا بأنه "من حق الجزائر أن تطرح أسئلة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية خاصة ما تعلق بتمويل المشاريع ضمن هذا المشروع المتوسطي "الكبير جدا" كما وصفه وزير الخارجية مراد مدلسي. ولم تتضح بعد من سيكون ممثل الجزائر في اللقاء المتوسطي الذي سيحضره -حسب ما أكده آلان لوروا السفير الفرنسي المكلف بمشروع الاتحاد من أجل المتوسط- 44 رئيس دولة وحكومة أوروبية وعربية، خاصة وأن رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم وفي حوار مع صحيفة "لوموند" الفرنسية قال "لا استبعد أن الرئيس بوتفليقة سيأتي إلى باريس للمشاركة في القمة"، مضيفا في رده على سؤال حول ما إذا كان ينفي "شائعات" بأن الرئيس بوتفليقة لن يحضر القمة بقوله أيضا "الرئيس بوتفليقة اعتاد على المشاركة عندما يتعين على الجزائر أن تكون ممثلة على أعلى مستوى". ومن المقرر أن يكشف عن تفاصيل مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط التي انطلقت في العام 2007، بباريس في 13 جويلية المقبل من خلال مؤتمر دعي إليه زعماء 19 دولة بينها سورية ومصر وليبيا والمغرب، وترتكز فكرة الاتحاد من أجل المتوسط على توفير منطق تعاون بين الأطراف، وليس منطق اندماج، للتعاون في قضايا الأمن والهجرة والبيئة والطاقة المتجددة والحماية المدنية والتعليم والتكوين والثقافة وتمويل المشاريع، فضلا عن تنمية الدول الواقعة جنوب المتوسط. وفي ظل الشكوك التي ما تزال تحيط بمشاركة عدد من الدول العربية تخشى باريس غياب قادة بعض هذه الدول ومن بينها الجزائر وليبيا عن هذا الاجتماع، وهو ما قد يضعف من مصداقية الاتحاد وساركوزي نفسه. وسبق وأن أعلن وزير الخارجية مراد مدلسي بأن الجزائر "لن تعلن موقفها من الاتحاد إلا بعد الحصول توضيحات أخرى على تحفظات لديها، حول تداعيات انضمام إسرائيل إلى "الاتحاد متوسطي" الذي يدعو له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي،الذي عقب على مطلب الجزائر بالتأكيد على أن انضمام إسرائيل للاتحاد لا يطرح مشكلة للعديد من الدول العربية مثل مصر وتونس والمغرب.