تواصل الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث نشاطاتها الموجهة الى الفئات الهشة في المجتمع، حيث تعمل حاليا على الوصول الى أكبر شريحة من المواطنين في جميع المجالات الاجتماعية مع التركيز على الجانب الصحي بالتعاون مع مؤسسات جزائرية و هيئات دولية لتطوير التغطية الصحية للمواطنين في كافة أنحاء الوطن. تشرف الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام'' بالتعاون مع الجزائرية للاتصالات، حسب رئيسها البروفيسور خياطي، على إطلاق أول عيادة متنقلة لمعالجة أمراض العيون في الجزائر، ومن المقرر أن تجوب هذه العيادة مختلف الولاياتالجزائرية خاصة التي تشهد ارتفاعا في معدلات الاصابة بأمراض العيون المختلفة. وتركز العيادة المتنقلة على إجراء فحوص لفئات واسعة لأكبر عدد ممكن من المواطنين بغرض محاربة أمراض العيون المختلفة التي بدأت تستشري في مناطق معينة من الوطن. إجراء 60 عملية لمرضى بالمنيعة نظمت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام'' بالتعاون مع سفارة النمسا وشركة ''سترباد ''النمساوية، حملة لإجراء عمليات جراحية على مستوى العين للقضاء على بعض الامراض المنتشرة في الجنوب الجزائري. وقد ركزت الحملة على مرض الماء الأبيض، حيث تم أمس انطلاق الحملة بمستشفى المنيعة حيث تم إجراء 60 عملية جراحية لمرضى يعانون من وجود الماء الأبيض على مستوى العينين وقد اشرف على إجراء العمليات 5 اطباء أخصائيين في طب العيون بالإضافة الى طبيين مختصين في التخدير، واختيرت مدينة المنيعة التابعة لولاية غرداية، لبداية الحملة في خطوة أولى لتعميم العملية فيما بعد على باقي الولايات الجنوبية للوطن التي تشهد تزايدا في الاصابة بالأمراض المختلفة التي تصيب العين. زرق العين يصيب 9ر2 من سكان الوادي أكد البروفيسور خياطي ان الدراسات التي أنجزت من قبل الجمعية الجزائرية لطب العيون أثبتت أن نسبة الإصابة بمرض زرق العين بولاية الوادي بلغت 9ر2 بالمائة. وأشارت الدراسة التي أشرفت عليها الأستاذة مليكة تيار، رئيسة الجمعية الجزائرية لمرض الزرق رفقة فريق طبي متخصص للمستشفى الجامعي لامين-دباغين لباب الواد، أن نسبة 52,2 بالمائة من المصابين يجهلون إصابتهم بهذا المرض. وشملت الدراسة التي تم انجازها مؤخرا عينة تتكون من 938 مريض يقطنون بمدينة الوادى والدوائر المجاورة لها 524 رجل (55,8 %) و414 امرأة (44,2 %)، أعمار هذه الفئة من الجنسين تتراوح بين 40 إلى 96 سنة. ومن بين الوسائل التي اعتمد عليها الفريق الطبي المتخصص لانجاز هذه الدراسة معاينة الأشخاص التي تبلغ أعمارهم ال40 وما فوق، وضبط عوامل الخطورة وقياس ضغط البصر وفحوص أخرى معمقة. وركزت الدراسة على عوامل الخطورة عند الأشخاص الذين تمت معاينتهم مثل داء السكري الذي تم تشخيصه عند 141 شخص (15 %) وارتفاع ضغط الدم الشرياني عند 131 شخص (13ر9 %) وقصر البصر عند 85 شخص (9 %) والإصابة بمرض الزرق العائلي عند 28 مريض (9ر2 %). وفيما يتعلق بعوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الزرق، أظهرت الدراسة أن ارتفاع ضغط البصر يأتي قي المقدمة بنسبة 85 بالمائة من الحالات، وأبرزت تسجيل قابلية الإصابة عند الأشخاص الذين لديهم سوابق عائلية بنسبة 9,2 بالمائة دون أن يكون لهذه السوابق أثر في تطوير المرض. كما تم تسجيل الإصابة عند الأشخاص الذين يعانون من داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني دون إثبات العلاقة المباشرة بين هذين المرضين والإصابة بمرض الزرق. وشخصت الدراسة 87 إصابة بمرض الزرق من بين مجموع الأشخاص الذين شملتهم العملية، وكانت النتيجة التي خرجت بها الدراسة هي فقدان العصب البصري لمعظم الألياف البصرية مباشرة بعد الإحساس بانخفاض الرؤية مما يدل على تأخر المريض في زيارة الطبيب المختص. وكشفت الدراسة عن ارتفاع الإصابة بمرض الزرق مع التقدم في السن وانتشارها عند الرجال أكثر من النساء كما أثبتت أن هذا المرض الذي يتطور بصمت غير معروف عند العامة من الناس، مشيرة إلى غياب الكشف العفوي للإصابة بمرض الزرق في وسط المجتمع بالإضافة إلى تسجيل إصابة القرنية والرماد الحبيبي بجانب مرض الزرق لدى الذين شملتهم العملية. وحسب الدراسة، فإن سبب تسجيل نسبة 9,2 بالمائة من الإصابة بمنطقة الوادي وجهل 52,2 من المصابين لمرضهم يعود إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان وارتفاع تكلفة العلاج وبعد المسافة للمنطقة، ما يدفع المختصين إلى التعجيل بالجراحة دون غيرها من وسائل العلاج. ودعا المشرفون على هذه الدراسة إلى ضرورة الكشف العفوي للمرض بقياس ضغط البصر والفحوص المعمقة ابتداء من سن ال.40 وتعمل الجمعية الجزائرية لمرض الزرق على تطوير البحث وتحسيس المجتمع بخطر المرض وتطبيق كل الوسائل اللازمة للحماية من فقدان البصر الذي يتسبب فيه مرض الزرق الذي يصل معدل الإصابة به بين 50 إلى 70 بالمائة حسب المناطق.