تعقد الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، عدة لقاءات مع الجمعيات المحلية في ولايات جنوب الوطن لوضع مخطط شامل لدراسة أهم المشاكل التي يعاني منها الشباب في هذه المناطق مع التركيز على الحلول الكفيلة لإخراجهم من بوتقة الآفات الاجتماعية المختلفة التي تحيط بهم. تسعى الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي ''فورام'' للوصول الى شريحة واسعة من المجتمع الجزائري من خلال تركيزها على المناطق النائية والبعيدة. وفي هذا الإطار تنظم الهيئة، حسب رئيسها البروفيسور مصطفى خياطي، لقاءات مع الجمعيات الناشطة في جنوب الوطن وتكون البداية بمدينة تمنراست وضواحيها للوقوف على المشاكل التي تعاني منها فئة الشباب في هذه المناطق ومحاولة إيجاد حلول كفيلة بالقضاء عليها. ويؤكد البروفيسور مصطفى خياطي أن اللقاء سيركز على محاولة وضع برامج ودراسة إمكانية المساهمة في التقليل من الآفات الاجتماعية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المنطقة وعاداتها. ويضيف رئيس'' الفورام ''أن اللقاء الذي سيجمع أعضاء الهيئة بالجمعيات المدنية المحلية لولاية تمنراست، سيركز على الظواهر السلبية التي بدأت تستشري بين شباب المنطقة كتعاطي المخدرات واستفحال ظاهرة الدعارة التي نشأت منذ مدة طويلة. والأخطر من ذلك، يؤكد المتحدث، أنها ساهمت في انتشار مرض الايدز على اعتبار أن الولاية منطقة عبور من جنوب القارة الإفريقية الى شمالها عن طريق توافد عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين الذين يحمل أغلبهم أمراضا خطيرة ومعدية مثل الايدز. وفي خطوة لمجابهة هذه الأخطار المختلفة تسعى الهيئة الوطنية لترقية الصحة على لسان رئيسها البروفيسور خياطي الى القيام بحملات تحسيسية في المناطق الجنوبية للقضاء على هذه الآفات الاجتماعية التي باتت تؤرق سكان هذه المناطق . التركيز على محو الأمية في المناطق الداخلية تواصل الهيئة الوطنية لترقية الصحة حسب رئيسها البروفيسور مصطفى خياطي عملها في المناطق الجنوبية، حيث وقع اختارها على ولاية بسكرة بعد ولاية تمنراست في مهمة ثانية للتطرق الى واقع التعليم في الولاية، مع التركيز على محو الأمية في المناطق النائية. وتعمل الهيئة، حسب رئيسها، على نشر ايجابيات التعلم والالتحاق بأقسام محو الأمية. وجاء التركيز على المناطق الجنوبية باعتبار أنها تشهد أعلى النسب والمعدلات في انتشار الأمية. ومن خلال هذه المعطيات تركز الهيئة في حملتها على إشراك كافة الجمعيات الناشطة في المجال لدعم التعليم للكبار ونشر ثقافة محو الأمية في الأوساط الريفية. ومن جهتها أكدت رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية'' قرأ'' عائشة باركي، أن نشاط الجمعية لهذا العام ارتكز على التحسيس بأهمية النشاط الجواري على مستوى البلديات والمدارس ومديريات التربية، حتى يكون التسجيل مكثفا مع كل دخول مدرسي جديد، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة التمدرس بلغت 50,98 بالمائة مما يعني أن نحو 5,2 لايتم تسجيلهم. وأشارت السيدة عائشة باركي إلى الجهود المبذولة من طرف الجمعية للقضاء على الأمية في الجزائر. هذا وقد سجلت جمعية اقرأ 99790 متمدرس لمحو الأمية منهم 5700 رجل. وتؤكد باركي أن هناك نماذج ناجحة من هؤلاء الذين سجلوا في مختلف أطوار التعليم وقد بلغ عدد المتمدرسين في السجون 2500 متمدرس فيما قدر عدد المعلمين ب 3422 معلم. 12بالمائة من سكان العاصمة أميون تؤكد السيدة باركي أن الحملات الموجهة لفائدة المواطنين الجزائريين في المناطق الداخلية، لم تستثن سكان العاصمة والولايات الكبيرة، حيث أن هناك 6 ملايين جزائري يعاني من شبح الأمية. وتضيف السيدة باركي ان نسبة الأمية بلغت على مستوى العاصمة 12 بالمائة و60,24 بالمائة على المستوى الوطني مما يجعلنا نطمح لأن يكون هناك يوم وطني لمحو الأمية على غرار اليوم العربي واليوم العالمي. وشددت عائشة باركي على ضرورة التنسيق بين الجمعية والبلديات للقضاء على الأمية المتفشية في المجتمع وتوفير كل الشروط الضرورية لتحقيق هذا الهدف كتوفير المرافق الضرورية على مستوى مراكز محو الأمية، مشيرة في هذا الصدد إلى الإقبال الكبير الذي تعرفه المراكز في الولايات الداخلية خاصة من طرف المرأة حيث تقبل النساء على التعلم بكثرة وتسجل الفتيات النسبة الأكبر في صفوف محو الأمية في مختلف المراكز المنتشرة عبر الوطن، وهو ما أكده البروفيسور خياطي الذي دعا بدوره الى العمل على زيادة عدد مرتادي مراكز محو الأمية في المناطق الداخلية للوطن.