تواصل الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث جهودها الرامية إلى انشاء مرصد وطني لحقوق الطفل يعنى بهذه الشريحة من المجتمع، حيث حملت الهيئة على عاتقها إيصال هذا المسعى والهدف الى كافة الهيئات المعنية في الوطن من خلال تركيزها على طرح هذا الانشغال بمساعدة وسائل الإعلام المختلفة التي دعاها إلى المشاركة في تبليغ هذه الرسالة إلى شرائح كبيرة من المجتمع. ألح خبراء في حقوق الطفل بالجزائر، وعلى رأسهم البروفيسور ''مصطفى خياطي'' رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''، على ضرورة إنشاء مرصد وطني يكلف بمتابعة وتنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. وأبرز المتحدث أهمية وضع مرصد ''هرمي'' يتكفل بمسألة حقوق الطفل بمشاركة واسعة للمجتمع المدني. وأكد البروفيسور خياطي أن من بين مهام المرصد التنسيق وتقييم التكفل بحقوق الطفل في السياسات العمومية والعمل على تحسين نمط حياتهم من جميع النواحي الصحية والتعليمية وحقهم في العيش في بيئة ملائمة. ودعا البروفيسور ''خياطي'' إلى الإسراع في إصدار قانون يتعلق بحماية الطفل وبالدرجة الأولى العمل على التعجيل بإنشاء مرصد وطني لحقوق الطفل، على غرار الدول الأخرى التي كانت سباقة لإنشاء مثل هذه المراصد خاصة الدول العربية لإجراء تحسينات كبيرة على حقوق الطفل والعمل على تقوية هذه الشريحة والتكفل بكل احتياجاتها والعمل على ترسيخ مبدأ دائم يقوم على رعاية حقوقهم المختلفة، انطلاقا من التعليم والصحة وصولا الى إبعادهم عن دوائر العنف بكل أشكاله والعمالة والتشرد. برامج إعلامية حول حقوق الطفل أبرز البروفيسور خياطي أهمية تطوير برامج إعلامية حول حقوق الطفل وضرورة انشاء مرصد وطني لرعايتهم من جميع الجوانب، وألمح الى أهمية أن تشترك كل فئات المجتمع كل حسب تخصصها في إبراز مشاكل هذه الفئة ومشاركة الخبراء والأخصائيين في برامج لمناقشة حقوق هذه الشريحة. ودعا إلى وجوب أن يلتف حول هذا المشروع كل أطياف المجتمع و''على كل المستويات'' ولاسيما الأسرة والمدرسة والبلدية والدائرة، كما أبرز الدور ''الريادي'' لوسائل الإعلام في مرافقة برنامج الإعلام والاتصال ولاسيما فيما يتعلق بمكافحة كافة أشكال التمييز بين فئات المجتمع خاصة فئة الاطفال، التي يبذل الكثير من الخبراء والمختصين جهودا كبيرة لإخراجها من دوائر عديدة خطيرة كالتشرد والعمالة والاغتصاب وحتى الاختطاف الذي بدأ يطل برأسه على المجتمع، داعيا إلى إشراك الطفل في تطوير السياسات العمومية الخاصة به. كما تطرق البروفيسور خياطي إلى إعادة تأهيل سلك المساعدات الاجتماعيات باعتباره ''هام''، خاصة في مجال الإعلام والرصد والإنذار والمرافقة في مختلف الجوانب التي تمس الطفولة، مؤكدا على نظام الإعلام الأكثر ملاءمة بالنسبة لحقوق الطفل، ومن خلاله يتم الوصول الى أكبر فئة ممكنة من المجتمع سواء أكان الإعلام مرئيا أو مسموعا أو حتى مكتوبا، وهو قادر على حمل الرسالة الى فئة عريضة من المجتمع بصورة سريعة. من أجل العمل على إيصال أهمية انشاء مرصد وطني لحقوق الطفل تعمل الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث فورام على أكثر من صعيد، من خلال اتصالها بالمؤسسات الرسمية وتنظيم المنتديات واللقاءات المختلفة بمشاركة جمعيات وهيئات ومنتظمات وطنية ودولية تعنى بمشاكل الطفولة وتهتم بإيجاد صيغ كفيلة لحمايتهم، من خلال مناقشة ذلك في منتديات دولية ووطنية لتبادل الخبرات بين مختلف الأخصائيين والخبراء في مجال حقوق الطفل .