صدر مؤخرا عن منشورات القصبة كتاب ''فرنسيس جونسون، مثقّف في شقاق ثقافي: من المقاومة الفرنسية إلى حرب الجزائر'' للباحثة ماري بيار ألوا. ترى ماري بيار أن حرب الجزائر خلقت ما يشبه الأزمة أو التناقض في الحياة الثقافية الفرنسية، نظرا للمفارقة العجيبة بين المبادئ والقيم الحضارية والإنسانية الفرنسية من جهة، وممارسات وجرائم فرنسا الاستعمارية من جهة أخرى، والتي يجب أن تعترف بجرائم التّعذيب في حرب الجزائر كضرورة حتمية لضمان مستقبل الأجيال الفرنسية الجديدة. في مقاربة ثقافية وتاريخية، حول تأثير الثورة الجزائرية على الحياة الثقافية الفرنسية، تقر ماري بيار ألوا بحدوث نوع من الشّرخ الفكري على مستوى القيم الإنسانية والحضارية لبعض المثقفين الفرنسيين الّذين عايشوا مرحلة ''حرب الجزائر'' بتحليلها لحالة الانشقاق الّتي حدثت للمفكّر والفيلسوف الفرنسي الشّهير فرنسيس جونسون -أحد الفرنسيين الداعمين للثّورة الجزائرية في سبيل التحرّر من قيود الاحتلال الفرنسي- نتيجة المفارقة بين مبادئ الثّورة الفرنسية، وما حملته من معانٍ إنسانية نبيلة كاحترام حقوق الإنسان وعلى رأسها حقّه في الحرّية، وبين المجازر وحالات التعذيب التي مارستها فرنسا الاستعمارية في حقّ الجزائريين، الذين لم يكن لهم إلا مطلب شرعي واحد، هو الحصول على حرّيتهم، وهو حقّ إنساني عالمي. واعتبر فرنسيس جونسون في شهادة له بالكتاب، أنّ ''مستوطني الجزائر ليسوا فرنسا'' في إشارة واضحة إلى أنّ من وصفهم بالفرنسيين الحقيقيين لم يكونوا ليقبلوا أبدا بجرائم فرنسابالجزائر.