الاديب ياسمينة خضرة يصنع الحدث في 2008 كشف عام 2008 أن الكتاب ما يزال بعد لم يدخل قائمة الأولويات الثقافة بحث ظل مجرد مشروع لاستهلاك السياسي حيث كان من المتوقع إن ينطلق مشروع الوزارة لدعم الكتاب وإصدار "1000 عنوان وعنوان" الذي يدعمه الرئيس ولكن انقضت السنة ودون أن يصدر كتاب واحد في إطار المشروع. * وكان من الصعب جدا معرفة عدد الكتاب التي تصدر سنويا في الجزائر وعدد الناشرين لغياب الاحصائات الدقيقة حول الموضوع، ولكن وحسب الأرقام التي أعلن عنها المدير السابق للمكتبة الوطنية في آخر ندوة نشطها أسبوعين قبل إقالته فإن الجزائر واستنادا لأرقام الإيداع القانوني قد أصدرت إلى غاية شهر أكتوبر الماضي563 عنوان منها 200 كتاب أدبي مقابل 800 رواية فقط في فرنسا وهذا ما كان يومها مدير المكتبة قد اعتبره مؤشرا ايجابيا جدا بالنظر للساحة الثقافية التي تميزت هذا العام بطغيان مذكرات الشخصيات الثورية والسياسية في حين تراجع الإبداع الروائي والأدبي عموما حيث سجلت الساحة هذا العام عودة واسيني الأعرج بروايته "كريماتوريوم" التي حازت جائزة معرض الجزائر إلى جانب رواية سميرة قبلي "عندما صمت الرصاص". * إبداعيا أيضا، أصدر عدلان مدي "صلاة الموريسكي الأخير" عن دار البرزخ التي أصدرت أيضا كتاب آسيا سعدون "فقاص القردة بسيدي فرج" وهي رواية تاريخية تستعيد الجرائم الفرنسية في حق المجاهدين وكذا شهادات روبير بارا حول حرب التحرير في "صحفي بقلب حرب الجزائر"، كما سجلت الساحة أيضا عودة أحمد طالب الإبراهيمي بإصدار الجزء الثاني من مذكراته عن دار القصبة ومذكرات الطاهر زبيري آخر قادة الولاية السادسة عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار. كما عاد كل من شوقي عماري وناصر جابي وفلورنس بوجي عبر منشورات الشهاب في مؤلفات تركت بعض الحضور في الساحة في حين ما زالت الساحة تنتظر رواية أمين الزاوي "عسس السرير". * الملاحظ أيضا أن سنة 2008 سجلت حضورا قويا لدور النشر التي تصدر بالفرنسية مثل القصبة، الشهاب، منشورات آلفا، منشورات سيديا... بينما بقيت الدور المعربة في أغلبها خارج دائرة الظهور بحيث لم تسجل الساحة داخليا ما يمكن أن يحدث النقاش الإعلامي والأدبي بحيث مرت حتى مذكرات القادة والمسئولين في اغلبها في صمت كأنها لم تصدر أصلا، فيما توجهت الدور الجزائرية خاصة المفرنسة منها للنشر المشترك كحل للخروج من المشاكل التي يتخبط فيها الكتاب بحيث دخلت البرزخ في شراكة مع "اكت سود" الفرنسية والاختلاف مع الدار العربية للعلوم وكل من آلفا والمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار مع منشورات الفارابي. * * ماتزال حلقة مغيبة في جدال النشر * 274 مكتبة عبر الوطن منها 150 متخصصة في الكتاب * من بين الأشياء التي يمكن الوقوف عليها خلال 2008 في قطاع النشر هو غياب الحديث حول المكتبات، كحلقة أساسية في الجدال الدائر حول النشر في الجزائر، بحيث يبقى عدد المكتبات أيضا مجهولا في ظل نقص أو غياب العمل الإحصائي الدقيق. وحسب الأرقام التي قدمها بعض موزعي الكتب، فإننا نجد في الجزائر حوالي 274 مكتبة عبر الوطن منها 150 مكتبة متخصصة فقط في بيع الكتاب مع الإشارة هنا إلى أن كلمة كتاب تجمع كل شيء بما فيها الكتاب شبه المدرسي وكتب الطبخ والكتاب الديني ونجد ضمن هذا الرقم قرابة 15 مكتبة قديمة وتراثية يزيد عمرها عن 100 سنة وتتوزع خاصة في وهرانقسنطينةعنابة وسطيف باتنةتلمسان وتيارت. * * صنصال، ياسمينة خضرة، سليم باشي ومليكة مقدم * الإبداع في باريس والضجة في الجزائر * إذا كانت السحاحة الإبداعية في الداخل قد عاشت طوال 2008 حالة الفقر والركود الإبداعي، فإن الكتاب الجزائريين في الخارج وخاصة في فرنسا قد أحدث ضجة أدبية بإصداراتهم التي تركزت خاصة على الرواية حيث كان بوعلام صنصال أول من دشن السنة المنقضية بإصدار روايته "قرية الألماني ومذكرات الإخوة شيلر" شهر جانفي الماضي عن دار نشر غاليمار بباريس، حيث أعاد من خلالها قراءة الإرث الاستعماري. * الكتاب أحدث ضجة وتم منعه في لجزائر وتعرض صاحبه إلى حملة ومنعت كتبه في معرض الجزائر خاصة عندما أعلن رفقة مياسة باي ومليكة مقدم المشاركة في معرض باريس الذي استضاف إسرائيل من جهته عاد صاحب "الاعتداء" ياسمينة خضرة من فرنسا دائما برواية "فضل الليل على النهار" في أوت الماضي، وأعيد طبع العمل بالجزائر شهر سبتمبر من طرف منشورات سيديا. الرواية فازت بجائزة تلفزيونات فرنسا واعتبر "من بين أجمل الروايات الأجنبية الصادرة في باريس الموسم المنصرم أين أعاد خضرة قراءة العلاقة بين الجزائروفرنسا على طريقة ألبير كامي، كما عادت مايسة باي برواية الفائزة بجائزة معرض الجزائر الأخير والصادرة أيضا عن منشورات البرزخ بعنوان "حجارة بدون بساط أو رماد". * وغير بعيد، عاد سليم باشي برواية "صمت محمد" لتحدث ضجة ويتهم في الجزائر بالوقوف ضد القيم الدينية، كما اتهمت مليكة مقدم بالوقوف ضد الآداب العامة في روايتها "أدين بكل شيء إلى النسيان" الصادرة في مارس 2008 عن دار غرسيه الفرنسية، أما نينة بوراوي التي عودت القارئ على نوع معين من الكتب التي تبحث في المناطق المحرمة والمسكوت عنه، فإنها عادت من باريس أيضا وفي الجزائر عبر منشورات سيديا في روايتها "ادعوني باسمي" التي قدمت من خلالها علاقة الروائي بقارئه من خلال قصة عادت فيها بوراوي من أدب "الشذوذ" إلى سبر أغوار الروائي وعلاقته بقارئه. * * ناشر الممنوعات العربية، الحاج مدبولي، لم يعد بيننا * بيروت عاصمة للكتاب، عودة ماركيز غادة السمان والخليج يفتح باب الترجمة * * هينتغتون .. رحيل صاحب "صدام الحضارات" * شهد عام 2008 رحيل أكبر ناشر عربي الحاج مدبولي، صاحب أقدم مكتبة ودار نشر في مصر، بعد صراع مرير مع السرطان. رحل مدبولي عن عمر يناهز 70 عاما وكان الراحل ناشرا لعدة كتب ممنوعة في مصر والوطن العربي منها كتب الشيوعيين والقوميين العرب خاصة بعد هزيمة 67. * عام 2008 كان عام عودة الكبار إلى الإبداع الأدبي، وعلى رأسهم صاحب خريف البطريق غابريال غارسيا ماركيز الذي يستعد لكتابة رواية حب جديدة حيث نقلت وكالة كارمن بالسيلس الأدبية بأن ماركيز لم يحدد بعد موعد نشر الرواية الجديدة التي ينتظر أن تصدر في غضون العام الجديد. * من جهتها، سجلت الكاتبة الكبيرة غادة السمان عودتها إلى الساحة الأدبية بكتاب عن زوجها الراحل بشير الداعوق صدر عن دار الطليعة اللبنانية تستعيد فيه سيرة الداعوق الإنسان والمثقف الذي ساندها وآزرها في عز الأوقات إحراجا في حياتها، كما عاد حنا مينة صاحب ثلاثية "حكاية بحار" و"المصابيح الزرق" إلى الإبداع من خلال روايته الصادرة عن دار الساقي "عاهرة ونصف مجنون" وفيها يعود لسيرته الذاتية التي أكد أكثر من مرة أنه لن يكتبها لأنها مبثوثة في رواياته، وقد سبق لحنا مينة غداة رحيل محمود درويش أن أعلن رفضه المطلق بأن تقام له جنازة رسمية. * أما الصحفية اللبنانية جمانة حداد فقد أطلقت لأول مرة في الوطن العربي أول مجلة متخصصة في أدب الجسد وفنونه وأحدثت ضجة ثقافية في لبنان. في نفس السياق، تواصل تسونامي الرواية النسوية في السعودية حيث أصدرت الإعلامية سمر المڤرن روايتها "نساء المنكر" المستوحاة من ربورتاج صحفي قامت به الكاتبة في السجون السعودية. * على الصعيد العربي أيضا، شهد عالم الكتاب عودة قوية للترجمة خاصة في الخليج العربي عبر المبادرة التي أطلقتها مؤسسة راشد آل مكتوم في الإمارات العربية المتحدة. وحسب الخطة التي سيتم تنفيذها خلال العام الجاري، ستتم ترجمة 365 كتابا في مجالات الفكر المختلفة بواقع كتاب واحد في كل يوم، وبما يزيد عن إجمالي عدد الكتب التي تتم ترجمتها في العالم العربي خلال عام واحد. ويركز البرنامج في المرحلة الحالية على ترجمة الكتب المتخصصة في الإدارة، نظراً إلى حاجة الواقع العربي حالياً إلى الكوادر الإدارية وقد سبق للمؤسسة أن أعادت اكتشاف الأديب الياباني موراكامي من خلال ترجمة كتبه إلى العربية كما كرست اليونسكو بيروت عاصمة عالمية للكتاب عام 2009 وهي بذلك تحتفظ بلقبها "كمطبعة للعرب". * جزائريا، أعلنت وزيرة الثقافة عن تخصيص 20 بالمئة من صندوق دعم الإبداع للترجمة الأدبية في محاولة لإعادة إحياء القطاع وكانت خاتمة أحداث عام 2008 رحيل الكاتب لأمريكي أول أمس صمويل هانتينجتون صاحب "صراع الحضارات" الذي أثار الكثير من الجدل وفيه توقع الكاتب الأمريكي أن يكون الإسلام محرك الصراع في القرن الواحد والعشرين. وكان الكتاب الذي صدر في 600 صفحة نتيجة دراسة أجراها الباحث في لتسعينات من القرن الماضي وكان الموقع الالكتروني لجامعة هارفارد أن هانتينجتون توفي الأربعاء الماضي فى جزيرة مارثاز فاينارد بالقرب من مدينة بوسطن عن عمر 81 عاما. وقام هانتينجتون بالتدريس في جامعة هارفارد على مدى خمسة عقود. * * أفضل عشرين كتابا للسنة حسب تصنيف مجلة "لير" الفرنسية * اختارت مجلة "لير" الفرنسية لائحة بأفضل عشرين كتاباً صدروا خلال السنة المنصرمة، وقد اختارت المجلة أفضل كتاب في كل مجال وهي : * 1 أفضل كتاب لهذا العام: رواية "الغائبون" لدانيال ماندلسن، صدر بالانجليزية، كما نقله الى الفرنسية بيار غوغليالمينا وصدر عن دار "فلاماريون" في باريس. * 2 أفضل رواية فرنسية: "في مقهى سن الشباب الضائع" لباتريك موديانو، صدرت عن "دار غاليمار" في باريس، * 3 أفضل رواية غير فرنسية: "رجل" لفيليب روث، نقلها جوزيه كمون عن الأمريكية وصدرت بالفرنسية عن "غاليمار". * 4 أفضل رواية أجنبية "ظاهرة": "الحياة السرية لروبير بندلتون" لمايكل كولينز، * 5 أفضل رواية فرنسية "ظاهرة": "دائرة" ليانيك هانيل عن دار "غاليمار" و"نو وأنا" لدالفين دو يان (مناصفة). * 6 أفضل سيرة ذاتية: "اسطنبول" للكاتب أورهان باموك، وصدرت بالفرنسية عن "غاليمار". * 7 أفضل رواية أولى غير فرنسية: "الأشياء الجميلة التي تحملها السماء" لديناو منغاستو الأميركي من أصل أثيوبي. * 8 أفضل كتاب علوم: "نورون القراءة" لستانسلاس دوهاني عن "دار أوديل جاكوب" في باريس. * 9 أفضل كتاب في الأدب "الأخضر": "ثيران القلب المفطور" للأمريكي دان أوبريان الذي يصرح في أول كتابه "ان مستقبل العالم في جمال الطبيعة". * 10 أفضل كتاب سيرة: "مازاران، سيد اللعبة" لسيمون برتيير. * 11 أفضل كتاب في أدب الرحلات: "نولاربور" لدايد فوكمبرغ ويحكي فيه أحد رحلاته إلى غابات أوستراليا المتوحشة. * 12 أفضل كتاب قصص قصيرة: "قصص ويومينغ الجديدة "لآني برولكس، صدر في أميركا ونقله الى الفرنسية أندريه زاريو. * 13 أفضل كتاب تاريخ: "حين صار عالمنا مسيحياً: 394 312" لبول اين، صدر عن "البان ميشال"، ويحكي الكتاب في إطار علم الاجتماع التاريخي بدايات المسيحية في العالم. * 14 أفضل كتاب في الأدب الاباحي: "مذكرات امرأة زانية" للأميركي كورت لويان، حول قصة امرأة عازفة كمان تعيش الخيانات في منظور مختلف. * 15 أفضل كتاب مطبخ: "ساخن حارق" للأمريكي بيل بوفورد وقد اعتبره النقاد كتاب تحفة للمؤلف الصحافي السابق ومدير مجلة "غرانتا". * 16 أفضل كتاب بوليسي: رواية "ميستر بوكس" للأمريكي آيدي موللر. * 17 أفضل كتاب بحث: "مجتمع الارتياب" ليان آلغن وبيار كاهوك ويطرح أبرز مشكلات المجتمع الفرنسي. * 18 أفضل كتاب فن: "المحترف اللامتناهي: 30 ألف سنة من الرسم" لجان كريستوف بايلي، صدر عن "دار هازان" في باريس ويحكي تاريخ الرسم في العالم. * 19 أفضل كتاب للصغار: "جولة حول العالم لموك على دراجة وبالصور اللاصقة!"، للمؤلف مارك بوتان، صدر عن منشورات "ألبان ميشال" للصغار. * 20 أفضل كتاب وقائع تاريخية: "رائحة الزمن" للمؤلف الفرنسي جان دورميسون، صدر في باريس عن "دار هيلوييز دورميسون"، لكن وقائع جان دورميسون المعاصرة والتاريخية خاصة جداً وهو يوقع هنا واحداً من أجمل كتبه. * * على هامش وداع 2008 * .. وما ذنبنا نحن ؟ * ما زلت أذكر يوم عقد الناشرون بالمكتبة الوطنية يوما دراسيا حول علاقة الإعلام بالترويج للكتاب. يومها، أجمع الحاضرون على تحميل صحفيي الأقسام الثقافية كل سلبيات وكوارث ساحة النشر فالكتاب لا يلقى الرواج لأن الصحفيين لا يقومون بأدوارهم.. يومها دعا الناشرون الإعلام إلى لعب دوره في خلق مساحة تهتم بالكتاب ولكن هل يقوم الناشرون حقا بأدوارهم؟ * سؤال نجد اليوم أنفسنا مجبرين على طرحه لأننا يوم عزمنا على تسليط الضوء على أهم ما صدر في 2008 اتصلنا بالناشرين قصد إفادتنا، على الأقل، بالحصيلة الأولية للكتب التي حققت الرواج عبر المكتبات أو أبرز العناوين، لكن لا حياة لمن تنادي، مع أننا نشرنا إعلانا بالموضوع أسبوعا قبل الحدث. * زيادة على ذلك، فأغلب دور النشر عندنا تفتقر لمواقع الكترونية يمكن عبرها معرفة أخبارها وجديدها وأن وجدت فإن ما يوجد بها من مادة قديمة مما يعني آن النشر عندنا أصبح "مهنة من لا مهنة له" مطية للبزنسة أكثر من كونه فعل ثقافي وواجب وطني. فرجاء، مرة أخرى لا ترموا الناس بالحجارة مادامت بيوتكم من زجاج.