ثالوث أسود يؤرق حياة سكان 200 مسكن ''تنس'' بباش جراح يبدو أن مشاكل سكان حي 200 مسكن ''تنس'' ببلدية باش جراح لن تنتهي ولو مع مر السنين، فلقد أكد لنا سكان الحي المذكور أن أشغال الحفر التي تجريها حاليا مؤسسة ''ميترو الجزائر'' على مستوى حيهم، حولت المكان إلى شبه قرية صحراوية، تتناثر فيها الرمال والأتربة والغبار في كل مكان، فضلا عن الأصوات المزعجة والمرتفعة للآلات المستعملة في الحفر. سكان 200 مسكن الذين تعودوا على هذه المضايقات بحجة أن ''ميترو الجزائر'' سيعود عليهم بالإيجاب في حالة ما تم تشغيله، رفعوا لنا شكوى مستعجلة بخصوص نقائص أخرى، تحاول السلطات المحلية لباش جراح مثلما أكدوه لنا ومثلما شاهدناه بأنفسنا لدى تنقلنا لعين المكان أن تغض الطرف عنها وتتجاهلها، أهمها انتشار النفايات بين أرجاء الحي وبالقرب من العمارات. فقد كشف السكان أن عمال جمع القمامات ما عادوا يدخلوا حيهم لرفع النفايات، مع العلم أننا على أبواب موسم الحر والذي يبدو جليا أنه سيكون ساخنا جدا، قد يترتب عن هذه الوضعية انتشار كل أنواع الأمراض المعدية وسط السكان، فضلا عن انتشار الحشرات والقوارض الخطيرة. من جهة أخرى رفع سكان حي 200 مسكن مشكلا إضافيا يتمثل في غياب الإنارة العمومية داخل الحي منذ فترة معتبرة، دون أن تتدخل السلطات المحلية لحل المشكل، مع العلم أن مؤسسة ''ايرما'' المتخصصة في تثبيت وتصليح مصابيح أعمدة الإنارة العمومية، لا يبعد مقرها سوى بضع أمتار عن الحي محل الحديث، ويكفي فقط أن تجري السلطات المحلية اتصالا هاتفيا بالمؤسسة للتخلص من المشكل. وفضلا عن هذه المشاكل التي رفعها سكان ''تنس''، يبقى مشكل انتشار الروائح الكريهة من مصنع ''ميشلان'' لصناعة العجلات المطاطية، والمحاذي لحي 200 مسكن ببلدية باش جراح، يعد بمثابة الكابوس الفعلي والهاجس اليومي الذي يتخبط فيه السكان منذ فترة من الزمن، قد يؤدي إن لم تتدخل الجهات الرقيبة إلى كارثة بيئية خطيرة تودي بحياة وصحة المئات من المواطنين. مع العلم أن القائمين على مصنع ''ميشلان'' أكدوا أكثر من مرة أن الروائح التي تطلقها مصفاة المصنع عادية وغير مؤثرة على الصحة ولا على المحيط، إلا أنه لا شيء يثبت علميا ولا ميدانيا صحة هذه الأقوال.