بمناسبة اليوم العالمي للابتكار المصادف لتاريخ 26 افريل، توجهت جريدة ''الحوار'' إلى فئة المخترعين الجزائريين الذين يعملون بصمت ويكابدون العراقيل من اجل تجسيد ابتكاراتهم ميدانيا. ومن بين هذه الكوادر السيد لزرق عبد القادر ابن ولاية الأغواط، الذي له عدة ابتكارات تحتاج من يجسدها ميدانيا، وأبرز ابتكار له برنامج حاسوب يستعمل في استخراج وثائق الحالة المدنية، وكان معه هذا اللقاء الخاص. ما هي غايتك من هذه الابتكارات؟ - إن العمل الذي أقوم به يندرج في إطار المنفعة العامة، والهدف من ورائه تخليص الأمة الجزائرية من رواسب التخلف، ومواكبة العصر. وماذا عن المحاور الكبرى لابتكاراتك؟ - الأعمال التي أنجزتها تتلخص في محورين: المحور الأول يتمثل في الإعلام الآلي، حيث أقوم بصناعة برامج الحاسوب، والمحور الثاني يتمثل في التحكم الذاتي حيث قمت بصناعة عدة أجهزة حسب ما أراه ضروريا للوطن. قمت بتصميم برنامج يحل مشكل الطوابير في مصالح البلديات، كيف يعمل هذا البرنامج؟ - في مجال الإعلام الآلي وضعت عدة برامج من أبرزها برنامج خاص بالحالة المدنية، والفائدة المرجوة منه رفع الغبن عن المواطن الجزائري وتحقيق السرعة في عمل الإدارة، مثلما هو معمول به في الدول المتطورة. وكذلك وضعت برنامجا معلوماتيا آخر بواسطته يستطيع الحاسوب أن يميز بين الأشخاص المسموح لهم بالدخول والغرباء، وهذا البرنامج يمكن استعماله في الأماكن الحساسة. أما البرنامج الآخر فهو عبارة عن نظام رقمي جديد وسميته (الجزائري) ويتم استعماله في تشفير الوثائق التي يتم استصدارها من مصالح الحالة المدنية، حيث لايستطيع أي مزور اختراقه . وماذا عن البرنامج الالكتروني الخاص بتنظيم حالة المرور؟ - قبل أن أعرف لك بعض الأجهزة التي قمت بتصنيعها، أنا في جزائر 2009 عندما أقود السيارة وأصل إلى مفترق الطرق لا أعرف من هو صاحب الأفضلية، والسبب راجع إلى انعدام الإشارات الضوئية في جل مدن الجزائر. ولما سألت عن الموضوع بصفتي مواطنا جزائريا، تهمني مصلحة وطني تبين لي أن استيراد هذا الجهاز يكلف خزينة الدولة أموالا باهظة، وعليه قمت بصناعة هذا الجهاز بوسائل بسيطة متوفرة في الجزائر. وللعلم أن هذا الجهاز بسيط جدا مقارنة مع التطور التكنولوجي الحالي، حيث يمكن لأي متربص في التكوين المهني فرع الكهروتقني أن يصنعه. وبهذه الفكرة نجني فوائد كثيرة منها، حل مشكل ازدحام حركة المرور وإيجاد مناصب شغل جديدة، استثمار أموال الاستيراد في مشاريع أخرى. نحن في الجزائر لا نستطيع تصدير أي شيء ماعدا المحروقات، فيجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي على الأقل نحقق الاكتفاء الذاتي. عندما يقوم أي شاب جزائري بصناعة هذا الجهاز أثناء فترة تربصه وبعد تخرجه بفترة، وينظر إلى العمل الذي أنجزه، فينعكس هذا على شخصيته ويرى نفسه انه فرد مسئول ويمكنه أن يقوم بأعمال أخرى تعود بالفائدة على الجميع وهذه إحدى وسائل استثمار الإنسان. أما الجهاز الآخر فهو عبارة عن مبرمج ينضم سير حافلات النقل الحضري. وهل وجدت المساعدة من طرف المسؤولين؟ - كل هذه البرامج والأجهزة صنعتها سنة 2003، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أجوب الجزائر من أقصاها إلى أقصاها فلم أجد اذانا صاغية، لا المسؤولين ولا الرأي العام... ماعدا وسائل الإعلام المكتوبة والله اعلم إن كانت ستجد الصدى .