استطاعت درجة الحرارة المرتفعة التي ميزت الأيام السابقة أن تخرج العائلات العاصمية من بيوتها صوب الشواطئ القريبة. فعلى امتداد سواحل العاصمة غزا عدد كبير من الشباب والعائلات الشواطئ لينعموا ولو قليلا بلطافة الجو بعيدا عن درجة الحرارة العالية التي بلغت حدودا قياسية خاصة في نهاية الأسبوع. ولم يمنع تزامن الحر مع إجراء التلاميذ الامتحانات النهائية من هروب العائلات من المنزل نحو الشواطئ التي بدت مكتظة بروادها الذين غزوها مبكرا هذا العام. شهد شاطئ ''الكيتاني'' بباب الواد، كعادته، نزولا مبكرا للعائلات هذا العام لكنه عرف إقبالا كبيرا في الأيام الماضية نظرا للارتفاع الشديد في الحرارة الذي لم تتحمله أغلب الأسر العاصمية. فعلى امتداد الشاطئ افترش الأطفال الرمل واقتحموا مياه البحر في منظر جميل يبشر بموسم اصطياف رائع قبل انطلاقه بأيام قلائل. خلال تجولنا بشاطئ الكيتاني، لاحظنا مدى التوافد الكبير للعائلات، ورغم أن الشاطئ لم يحضر بعد بصفة رسمية لانطلاق موسم الاصطياف، إلا أن حرارة الجو لم تترك للمواطنين حرية الاختيار فقروا، دون تردد، النزول إلى الشاطئ فرادى وجماعات للتمتع بنسمات باردة بعيدا عن حرارة البيت التي لم تستطع حتى مكيفات الهواء التقليل منها. تقول السيدة فاطمة من باب الواد إنها لم تتحمل حرارة الجو المرتفعة داخل البيت ولم تستطع حتى إعداد طعام الغداء خاصة وأنها تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فقررت الخروج رفقة أطفالها إلى الشاطئ للترويح عن النفس. وأضافت السيدة فاطمة أن الفكرة لاقت إعجاب الأطفال حتى أنهم قاموا بتحضير أنفسهم بسرعة عالية. وغير بعيد عن السيدة فاطمة وأطفالها كانت تجلس السيدة نورة رفقة والديها العجوزين وأطفالها، تقول السيدة نورة إنها لم تستطع البقاء في البيت مع ارتفاع درجة الحرارة التي فاقت ثمانية وثلاثين درجة خاصة وأنها تعيش في بيت صغير بالإضافة إلى تواجد والديها معها هذه الأيام، وهو ما دفعها إلى النزول إلى الشاطئ رفقتهما بحثا عن الجو الملائم الذي افتقدوه في البيت. الإقبال مس حتى الشواطئ الممنوعة زاد ارتفاع درجة الحرارة من إقبال الشباب على ارتياد الشواطئ هذه الأيام، وإذا كان معظمهم قد قصد الشواطئ في الأيام الماضية إلا أن نهاية الأسبوع شكلت استثناء بعد الهجوم الكاسح للشباب على الشواطئ العاصمية التي لم تستثن منها حتى غير المحروسة والممنوعة السباحة، مثل السابلات التي شهدت هي الأخرى اكتساحا كبيرا للشباب رغم الخطورة التي تشكلها على مرتاديها من الشباب الذين فضلوا المجازفة في هذا الشاطئ على الاستسلام لحرارة الجو العالية التي أخرجت الكثير من الشباب والمراهقين من بيوتهم. ولم يشذ الأطفال عن القاعدة وتوجهوا هم بدورهم إلى شاطئ السابلات الذي بدا مملوءا على غير عادته بعدد كبير من المصطافين الهاربين من الارتفاع المذهل في درجات الحرارة. متاعب قوم عند قوم فوائد يبدو أن متاعب قوم عند قوم فوائد. فمع ارتفاع درجات الحرارة العالية وارتياد الكثير من العائلات الشواطئ العاصمية وجد الكثير من الشباب فرصة مبكرة للاسترزاق، حيث اختار العديد منهم ارتياد الشواطئ وعرض سلعهم المختلفة وسط المصطافين.. فبين باعة المأكولات المختلفة من محاجب وحلويات ومكسرات مختلفة وأصحاب الشمسيات، وجد المصطافون ضالتهم في تمتع أكبر ببرودة البحر. ومن بين الباعة المتواجدين بشاطئ الكيتاني الشاب ''حمزة'' الذي اعتاد كل موسم اصطياف على بيع المأكولات على الشواطئ وكراء الشمسيات والكراسي للعائلات المصطافة هناك. يقول مراد إن حرارة الجو العالية ساهمت في الافتتاح المبكر لموسم الاصطياف هذا العام حتى وإن كان بشكل غير رسمي، فالعائلات والشباب لم ينتظروا بداية الموسم ليجتاحوا بشكل مكثف مختلف الشواطئ العاصمية وحتى الباعة لم يفوتوا الفرصة هذا العام وتمركزوا في الشواطئ لعرض سلعهم المختلفة التي يقبل عليها المصطافون بشكل كبير، وهي فرصة للاسترزاق ينتظرها الكثير من الشباب الذين يجنون مبالغ محترمة كل عام من بيعهم مأكولات أو كراء الشمسيات والكراسي للعائلات والشباب.