لن أتحدث في هذا المقام عن معاني ومباني الفعل ''برج'' ومشتقاته صعودا ونزولا، كما لن أتوقف ولا لحظة أمام برج ''البطيخ'' ولا أبراج ''الدلاع''، ولا ''مبرجة'' قوم ''الجراد الأصفر'' الذين خسروا ود السيدة الكأس الأسبوع الماضي التي يزينها برجان، الأول على اليمين، والثاني على الجنب اليسار، قلت خسروا الكأس بعد أن هموا بها وهمت بهم، لولا برهان الركلات الترجيحية، وقوة حظ ''حُمْر لعقيبة''، وحرارة أول أيام برج الجوزاء. ومن غرائب الأبراج والبروج ولقاء نهائي السيدة كأس الجمهورية، هو ذلك الانطباق اللوني التام والشامل بين الفريقين في علم الأبراج والبروج و''التبراج''، لأن فريق شباب بلوزداد الذي همّ وكان له الهمّ وما بعده لونه من لون برج ''الدلاع''، وفريق أهلي برج بوعريريج، الذي هم بالكأس وهمت به يحمل اسم ''البرج'' ظاهرا للعيان، ولون الفريق من لون برج ''البطيخ''، فكانت المعركة بحق بين عملاقي الأبراج. المهم أن التقديم السابق لهذا الفعل دليل وتبرير على صنيع عظيم له على طول التاريخ والجغرافيا، فضلا عن أن له دورا أعظم في صياغة العلاقات الدولية، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، رغم أنف تبرج الصهيونية الراحلة سياسيا ''تسيبي ليفني''، ورغم الأنف الثاني للمتبرجة الفاضحة التي لا تغري أحدا ''الله غالب ما نضحكوش على خلق ربي'' الراحلة ''كونداليزا رايس''، ورغم أنوف أشياء أخرى في جسم الحمار الديمقراطي المتربع بتبرجه حاليا على عرش البيت الأبيض الأمريكي، وأشياء أخرى في مؤخرة الامتداد الغربي المتمثل في رقصات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وهو يترجم اسمه بأحرف من بوارج أبراج ''البطيخ الأصفر والأحمر'' ومروحيات وأسلحة في الخليج العربي. هذا الفعل ''برج'' الذي برّج العالم إلى أبراج عديدة، وبروج متعددة، بفعل المبرّجين والمتبرجين، وهم يصولون ويجولون بالبوارج البحرية في البحر المتوسط وغير المتوسط، انقسم إلى برج الممانعين، وبرج الموالين، برج محور الخير، وبرج محور الشر، برج السلام، وبرج المقاومة، برج الشمال، وبرج الجنوب وتلك هي الطامة الكبرى. وكل ما سبق من توضيح لأثر فعل ''برج'' ومشتقاته في الرياضة والسياسة والتاريخ والجغرافيا والعلاقات الدولية يجعل من الضروري تخصيص مساحات أخرى للموضوع، وللحديث في الأبراج والبروج والتبرج بقية.