عمار بوزيدي روى لنا حكايته مع الأهلي، وحدثنا عن عدة أمور، تركزت حول إحساس لاعب الأهلي في مثل هذه المناسبات• وانتهز فرصة حديثه مع الفجر ليرسل بنصائحه إلى رفقاء بن طيب لما قبل وأثناء اللقاء الذي سيجمعهم غدا أمام شباب بلوزداد في نهائي السيدة الكأس بملعب البليدة• الفريق يقصى في ربع النهائي على يد الحمراوة عام 1979 وأعرب صخرة دفاع الأهلي قبل أكثر من ثلاثين سنة، أن الأهلي يعيش لحظات من أهم وأجمل اللحظات منذ تاريخ نشأته، لأنه ولأول مرة سيلعب نهائي كأس الحمهورية، التي شارك في دورها ربع النهائي سنة 1979 كأقصى نقطة بلغها فريق مدينة البيبان في منافسة الكأس حينها• وتذكر بوزيدي الأيام السعيدة التي قضاها مع الأهلي، كونه ابن الفريق وقائدا له في نفس الوقت• وذكر محدثنا بحسرة أنه في تلك المباراة أقصي الأهلي أمام مولودية وهران، الفريق الذي كان يملك أرمادة من اللاعبين يتقدمهم نجم الجيل الذهبي لخضر بلومي واللاعب المتألق حينها تاج بن ساولة• واجه شباب بلوزداد في الكأس مع أواسط الأهلي سنة 1975 وفي سياق الحديث عن ترتيبات الأهلي لمواجهة شباب بلوزداد، قال بوزيدي إنه واجه الشباب مرة في الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية عندما كان في فئة أواسط الأهلي العام 5791، وأقصي حينها الأهلي على يد أبناء بلكور، بقيادة لاعبين متألقين في ذلك الوقت، على غرار اللاعبين تلمساني وياحي، لذلك تمنى بوزيدي أن يثأر أبناء يعيش من الشباب ويتوجون بكأس الجمهورية (يبتسم)• إنجازات الأهلي هذا الموسم ثمرة لجهود أعوام أشاد بوزيدي بجهود لاعبي الأهلي والطاقم الفني والمسيرين هذا الموسم، والتي كللت بإنجازات نوعية وهامة للفريق، بدليل وصوله إلى آخر دور من منافسة كأس الجمهورية، وصراعه بين فرق المقدمة من أجل الظفر بإحدى المشاركات الدولية، إلا أن محدثنا أثنى أيضا على الطاقم الفني والمسيرين الذين تداولوا على قيادة الأهلي في السنوات الماضية، وقدم القائد السابق للأهلي مثالا المدرب زكري، الذي منح الكثير من أجل رد الاعتبار للأهلي، وأعاده إلى الواجهة• كما قال إن ما أنجزه فريق البيبان هذا الموسم لا يقاس في فترة ستة أشهر، لأن ذلك غير منطقي، وإنما فسر بوزيدي قوله، بأن الطاقم الفني بقيادة المدرب عبد القادر يعيش استثمر في ما تركه سابقوه، واستطاع بجدارة أن يرسي بقارب الأهلي على بر الأمان• الجانب النفسي أهم عامل في المباراة النهائية ولم ينس مدافع الأهلي سابقا، أن يتقدم ببعض النصائح لرفقاء حشود، الذين سيواجهون شباب بلوزداد غدا في المقابلة النهائية لكأس الجمهورية، باعتباره صاحب خبرة طويلة، شغل مساعد مدرب ويملك من التجربة ما يكفي لتنبيه وتوعية لاعبي الأهلي قبل اللقاء• وأشار بوزيدي إلى أهم النقاط التي يجب على اللاعبين الأخذ بها واتباعها قبل وأثناء اللقاء• ومن أهم النصائح كشف محدثنا أنه على لاعب الأهلي أن يكون واثقا في قدراته منذ البداية، وعليه أن يتحلى بالروح الرياضية، بالإضافة إلى الجانب البسيكولوجي، الذي يعتبر أهم عامل في مثل هذه المناسبات، ومنه يوضح بوزيدي أنه على اللاعبين الدخول بنزعة الفوز لا غير• مزيان، بلعمري، عطار، حمدي وآخرون صنعوا أمجاد الأهلي تحدث بوزيدي عن ذكرياته مع الأهلي البرايجي، في فترة السبعينيات، حيث كشف بأنه كان لاعبا ومناصرا لهذا الفريق، لأنه يعشقه حتى النخاع، بدليل أنه لم يفكر يوما في مغادرة الفريق، رغم الاتصالات التي كان يتلقاها من عدة فرق في تلك الفترة، على غرار اتحاد خميس الخنشنة الصاعد إلى القسم الأول الذي اتصل به، إلا أنه رفض في آخر لحظة• بوزيدي جلب عدة الأسماء الذين تقمصوا ألوان الأهلي، أمثال مزيان، عطار، حميدي، لوصيف، بوادرية، فرشيش وغيرهم• وهؤلاء كانوا من أبناء الفريق الذين صنعوا أفراحه ولا يزالون محل تقدير عن أنصار وعشاق الأهلي، لأنهم يمثلون تاريخ هذا النادي العريق، الذي تداول عليه رجال كثيرون، إلا أن الحظ لم يحالفهم فلم يتوجوا بأي لقب• مدينة البيبان تعيش ليال بيضاء قبل النهائي هي واحدة من المناسبات الفريدة التي تزور مدينة البرج، هذه المرة ليست مثل سابق المرات، فالموعد يقترب ودخول التاريخ قاب قوسين أوأدنى، وبما أن الفرصة لا تعوض وحلم التتويج بأول كأس جمهورية منذ تأسيس أهلي البرج، فإن سكان وأهالي البرج كانت لهم طريقتهم الخاصة في استقبال الحدث قبل موعد النهائي، فالزائر لمدينة البيبان خلال أيام الأسبوع، يظن أنه في عرس من الأعراس التي تقام لأفراح الزواج، لأن الحدث خاص وهام بالنسبة لأبناء هذه المدينة، لدرجة أن الكل نسي أشغاله ولا يهتم سوى بالتحضير للعرس القريب، حيث تعيش المدينة على أنغام للسهر والسمر، أعادت إحياء شوارع مدينة البيبان، التي تكسوها رايات عملاقة باللونين الأسود والأصفر، إلى جانب تأليف الأغاني والأهازيج التي سيتسلح بها الجراد الأصفر من لمؤازرة أشبال المدرب يعيش خلال المباراة، أما ليلا، فإن مررت بأحد شوارع المدينة فلن ترى سوى الأنوار التي تشع بضيائها إلى مئات الأمتار، وكأنك في النهار، كما لا يسعك أن تحصي هؤلاء الشباب أو الكهول الذين يتبادلون الحديث عن اقتراب موعد الحسم، وكلهم أمل أن يفوز الأهلي على شباب بلوزداد ويتسلم السيدة الكأس من أيدي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة• ومهما كتبنا فلن نستطيع أن نترجم أحاسيس الجراد الأصفر الذي ينتظر بشغف معانقة أول كأس في تاريخه منذ خروجه إلى الدنيا في سنة 1931، لذلك فجل هؤلاء يعلقون آمالا كبيرة على رفقاء الحارس كيال، للظفر باللقب، ومن ثم سيكون لهم أسلوبهم الخاص في التعبير بالبرج، التي تنتظر هي الأخرى مثل هذه المناسبات لتستعيد أفراحها، باختصار هذا أقل ما لخص عن كلام المدافع والقائد السابق للأهلي في سنوات السبعينيات بوزيدي عمار• اللونان الأصفر والأسود في كل مكان محدثنا قال وهو يبتسم إن مدينة البرج تلونت بالأصفر والأسود، فإن أقبلت على أحيائها فسوف ترى كل شيء أخذ صبغة هذين اللونين، حيث تلونت شرفات المنازل وواجهات المحلات والسيارات وحافلات الركاب، دون ذكر عشرات الرايات ومئات الأعلام في كل مكان، إعلانا عن استعداد مدينة ''البيبان'' لاحتضان السيدة ''كأس الجمهورية''• الجراد الأصفر يحضر لاقتحام ملعب تشاكر بطريقته الخاصة تنطلق اليوم وغدا قوافل الجراد الأصفر باتجاه مدينة البليدة، من عاصمة ولاية البرج على متن أكثر من 50 حافلة، ناهيك عن حافلات أخرى تم تسخيرها بمختلف بلديات ودوائر الولاية• وما يثير الدهشة ويؤكد مقولة ''الجراد الأصفر'' هو كراء السلطات المحلية لرحلة قطار بسعة 2500 مقعد سيقل الأنصار إلى عين المكان، ما يعني أن الجراد الأصفر سيغزو البليدة ليؤازر بقوة فريقه إلى آخر دقيقة، وكله أمل بأول تتويج للأهلي بكأس للجمهورية وأول لقب في مشواره الكروي• فيما أبدى اللاعبون فرحة كبيرة تجاه القيمة الكبيرة التي يعيرها أنصار الأهلي لفريقهم، ومدى وفائهم له، وهو ما أكده مساعد مدرب الأهلي، عباس عزيز، الذي قال أيضا ''إن ما يفعله أنصار الأهلي من أجل فريقهم، أعطى دفعا كبيرا للاعبين من أجل رد الجميل وإسعاد كل من يكن ذرة حب لهذا الفريق العريق''•