تطرق الأستاذ مصطفى شريف إلى المؤثرات الخارجية المحيطة بالأسرة الجزائرية والتي ساهمت في الرفع من عدد الإصابات العقلية، مؤكدا أن القرآن يساهم فقط بنسبة 10 بالمائة في الحفاظ على الروابط الأسرية المتعلقة بالأحوال الشخصية من العلاقات بين الفروع والأصول والميراث والزواج وغيرها، من خلال مئات الآيات المنزلة في هذا الصدد. قال الأستاذ خلال مداخلته بمناسبة الأيام الوطنية ال 12 للصحة العقلية، إن الإسلام جعل من الأسرة الخلية المفتاح في الحياة، وأعطاها الأولوية في العديد من القضايا تحكمها فيها 5 قواعد أساسية تتمثل في الاعتراف التدريجي بالقيم، التفريق بين ما هو قانوني وغير قانوني، والسيطرة على الغريزة، المحافظة على اللغة الأم وكذا روح الحياة الجماعية. الأسرة الجزائرية تواجه أزمة القيم تواجه الأسرة الجزائرية اليوم أزمة قيم من خلال الأزمة الحضارية التي تحيط بها من جميع الأنحاء، والتي أصبحت تهدد الإيمان والتمسك بهذه القواعد الخمسة التي كان يلعب الأب الدور الأكبر والمركزي في تطبيقها والذي لا يقل في نظر الإسلام عن الدور المحوري للأم، حسب ما أوضحه الأستاذ. وأضاف المتحدث ذاته أن المؤثرات التي تعيشها الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، ساهمت وبشكل كبير في تدهور الصحة العقلية، فلم تتمكن شعوب هذه الضفة وخاصة الجزائريين، من التصدي لموجة التقدم القادمة من الشمال التي لم يواكبها نفس القدر من التقدم على المستوى الداخلي، ما أحدث تضاربا بين القيم الأخلاقية والتقاليد والانفتاح الديمقراطي والتعددية السياسية وما تبعها من نتائج خلال العشرية السوداء، حيث باتت تطرح مشاكل متعددة في الوقت نفسه، ما يستدعى علاج هذه المشاكل من طرف الأخصائيين بأخذ بعين الاعتبار كل الظروف التي مرت بها العائلة الجزائرية، ويكون هذا بالاستماع الجيد لانشغالات المرضى دون محاولة التأثير على الجانب الروحي، والأهم من ذلك العمل على تكثيف جهودهم للتقيد بهذه المعايير، خاصة ما إذا أبدى المصابون بالاضطرابات العقلية رغبة في مواصلة العلاج. أوصديق: العنوسة والبطالة رفعت من نسبة الإصابات كشفت الأستاذة فاطمة أوصديق أخصائية في علم الاجتماع عن الرهانات الاجتماعية التي تواجه المرأة في الجزائر، والتي تدفع بها إلى التصرف أحيانا بعنف وعدائية. وقالت أوصديق في مداخلتها، إن المرأة الجزائرية لا زالت ورغم كل التطورات الحاصلة في جميع الميادين تعاني من التضييق على حرياتها الفردية، من خلال النظرة المتخلفة للمجتمع لانفتاحها على جميع نواحي الحياة، لم يتمكن من تجاوزها. فالصدام الحادث بين جيلي الأمس واليوم، وتفاقم أزمة السكن والبطالة وبالتالي العنوسة، كلها عوامل ساهمت في ارتفاع نسبة الإصابات بالأمراض العقلية لدى النساء، ولاسيما العنف الممارس ضدهن مهما كان نوعه، أوضحت أوصديق.