بينت أحدث دراسة قامت بها مجموعة من الأطباء الاختصاصيين في الجينوم البشري من دول أوروبا وأمريكا والصين واليابان نشرتها المجلة الطبية ''العربية'' أن نسب زواج الأقارب حول العالم ما زالت مرتفعة بعض الشيء، وأن نسب انخفاضها محدودة، حيث أوضحت الدراسة أن نسبة زواج الأقارب لعام 2008 في الجزائر وصلت إلى 23 بالمائة، سورية بلغت 33 بالمئة، أما الكويت والسعودية فوصلت إلى 54 بالمئة، في حين بلغت في الأردن وباكستان 50 بالمئة وفي مصر 28 بالمئة، أما لبنان 25 بالمئة وحصلت الهند على أعلى نسبة، حيث وصلت إلى 65 بالمئة واليابان وفرنسا وبريطانيا وأمريكا الشمالية كان فيها أدنى نسبة حيث بلغت 2 بالمئة. ويعتبر الزواج بين الأقارب من سمات المجتمعات الشرقية على وجه العموم والعربية على وجه الخصوص، حيث أكدت دراسة أنجزت مؤخرا أن نسبة الزيجات بين الأقارب في الدول العربية تجاوزت 49 بالمئة. وتؤكد آخر الدراسات الميدانية أن حالات الزواج بين الأقارب في المجتمعات العربية تعدت نسبة 49 بالمئة من مجموع الزيجات، واختلفت النسب بين مختلف الدول العربية، هذا الأمر الذي يؤكد ارتفاع نسبة زواج الأقارب في المجتمعات العربية، في الوقت الذي تختفي فيه هذه الظاهرة في البلدان الغربية ولا تمثل أكثر من 2 ٪ فقط. وأرجع المختصون تفضيل الكثير من الأسر العربية فكرة زواج الأقارب إلى اعتمادهم على مبدأ ''الحفاظ على الترابط الأسري وارتفاع احتمال التفاهم بين الزوجين''، باعتبار أنهم من بيئة اجتماعية واحدة وتربية أسرية واحدة، بالإضافة إلى عدم وجود تحريم ديني وشرعي لهذه الحالات من الزيجات التي تعتبر أعرافا في مناطق معينة، هذا فيما يتخذها البعض ذريعة للتخوف من تقسيم الميراث والتركة العائلية في أحيان كثيرة، أو رفضا منهم لدخول شخص غريب على العائلة. بينما يقف المعارضون لفكرة زواج الأقارب والنسبة بينهم موقف الخوف من حدوث شروخ في جدار العائلة، نتيجة المشاكل التي قد تنشب بين الزوجين في المستقبل، كما يستند هؤلاء إلى آراء المختصين الطبيين والبحوث الطبية التي أثبتت احتمال إصابة الأبناء بأمراض وراثية تكون خطيرة في بعض الحالات جراء زواج الأقارب خاصة من الأسرة القريبة.