مع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي والانتخابات العامة في عدد من الدول الأوروبية تسيطر على الساسة الأوروبيين حالة من القلق المبرر بسبب الصعود الملحوظ لليمين المتطرف مستفيدا من المخاوف الشعبية حول ازدياد اعداد المهاجرين الأجانب. ففي هولندا بات السياسي اليميني جيرت هيلدر يتمتع بشعبية متزايدة وسط تصاعد اعداد المهاجرين وارتفاع معدلات البطالة حيث يتوقع ان يصبح حزبه المتطرف ''حزب الحرية'' أقوى حزب سياسي في البلاد مع تضاعف شعبيته بين الناخبين. وينفرد هيلدر في المشهد السياسي الأوروبي بفرقعاته الإعلامية، وخطابه الشعبوي، من حيث تركيزه على الإسلام والجالية المغربية بشكل غير عادل. وتكمن الخطورة في أن التوقعات تشير الى امكانية وصول أحد أعضاء حزب الحرية الذي يترأسه هيلدر لعضوية البرلمان الاوربي لأول مرة في تاريخه خلال هذا العام. وما يغذي شعبية هيلدر بين أنصار اليمين وفي أوساط الناخبين ما تؤكده التقارير المحلية من ان الهولنديين الأصليين سيصبحون اقلية في مدينة روتردام خلال السنوات القليلة المقبلة. ولا يختلف الأمر كثيرا في النمسا، حيث أصبح حزب الحرية الآخر هناك يتمتع بجاذبية متصاعدة لدى الناخبين. وتشير الاستطلاعات المحلية الى احتمال حصول ''حزب الحرية'' على 20 في المائة من الأصوات مستغلا المشاعر المعادية للسامية وللأجانب والمهاجرين، وفي اليونان تزايد غضب المتظاهرين من اليمينيين تجاه الأجانب وأصبحت قراءة شعارات تدعو لطرد المهاجرين أمرا مألوفا في شوارع أثينا. اما في بريطانيا، فتشير التوقعات الى احتمال فوز الحزب البريطاني الوطني بمقعد في البرلمان الاوروبي. كما تشهد كل من فرنسا والمانيا، اكبر دولتين في الاتحاد الاوربي صعودا في التيارات اليسارية المعادية للراسمالية والتي يتوقع ان تحصد 10 في المائة من الاصوات في كلا البلدين. وكان المجلس الأوروبي قد عبر من خلال تقريره السنوي الذي صدر نهاية الاسبوع عن قلقه من نجاح بعض الأحزاب اليمينية القائمة على العنصرية ومعاداة السامية والتي بدأت في اجتذاب المزيد من الأنصار في السنوات الماضية. ويشير التقرير إلى الارتفاع الملحوظ في عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب الوطني الديمقراطي في ألمانيا''الحزب اليميني المتطرف'' والذي يستخدم أعلاماً ورموزاً تشبه إشارات النازيين، إضافة إلى ارتفاع عدد الجرائم المرتبطة بمعاداة السامية في الآونة الأخيرة