بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة والمصادف للخامس من الشهر الجاري نظمت أول أمس بلدية القبة بالجزائر العاصمة، وبالتنسيق مع جمعية حماية البيئة والإطار المعيشي لولاية الجزائر ملتقى علميا حول تأثير التلوث والضجيج وسبل إيجاد حلول، الهدف من التنسيق حسب ما أكدته بوناب سعيدة رئيسة بلدية القبة هو التحسيس بخطر الضجيج الذي يؤثر سلبا على المواطنين من جهة، ومحاولة استحداث ورشات لتكوين شباب لتطبيق القوانين الخاصة بمحاربة الضجيج والمحافظة على نظافة المحيط البيئي من جهة ثانية. من جهته دعا وضاح مالك رئيس جمعية حماية البيئة والمحيط إلى ضرورة الاهتمام بنظافة المحيط البيئي، مضيفا في ذات السياق أن المسؤول الأول على ضرورة توفير الهدوء ونظافة المحيط هو المواطن الذي يجب أن يعي خطورة الأمر وتأثيراته على حياتهم اليومية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالضجيج الذي تسببه المركبات ذات الحجم الكبير، المارة وسط الأحياء السكنية دون الأخذ بعين الاعتبار سكينة المواطنين القاطنين وسط التجمعات السكنية الضخمة، الذين صاروا يفتقدون يوميا السكينة والراحة ابتداء من السابعة صباحا إلى غاية العاشرة ليلا. فضلا عن الضجيج الذي تتسبب فيه الأسواق الفوضوية وعرقلتها للهدوء والسكينة، ناهيك عن الهواتف النقالة التي ترن برنات مختلفة وسط الأحياء في ساعات مختلفة سواء في النهار أو الليل أو حتى داخل المؤسسات التربوية والتعليمية والاستشفائية، وأحيانا أخرى حتى داخل المساجد. كما تحدث المختصون خلال هذا اليوم الدراسي عن قاعات الحفلات التي تسبب إزعاجا داخل الوسط السكني نتيجة الأصوات المتعالية، مضيفا في ذات السياق أن العمل الفردي ليس كافيا للقضاء على مثل هذه الظواهر الحساسة وإنما يجب تظافر جهود المواطنين مع السلطات. ودعا المسؤولون الحاضرون خلال الملتقى العلمي إلى ضرورة قيام مختلف البلديات المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة بصفتها واحدة من الولايات الأكثر تأثرا بالتلوث الصوتي والبيئي، بمثل هذه المبادرة بهدف إنشاء محيط نظيف تحت شعار ''الوقاية خير من العلاج''. وفي مداخلة للدكتور عمار بوسوالم الذي أكد على خطورة الضجيج بمختلف أنواعه على المواطن الذي يؤثر على السمع، وبالتالي يؤدي يسبب مشاكل أخرى كارتفاع الضغط وغيرها، مؤكدا أنه تم تسجيل عدد معتبر من الإصابات بسبب الضجيج، الذي يتسبب كذلك في القلق والأرق والانفعال وعدم استقرار المزاج، كما قد تكون له انعكاسات مرضية، وذلك وفقا لشدة ومدة التعرض للضجيج. من جهة أخرى لم يفوت الدكتور دراجي مختص في علم البيئة فرصة الكشف عن أهم أسباب التلوث المتمثلة في الأسباب البيولوجية والفيزيولوجية والكيماوية، موضحا أن أكثر فئة متضررة هي فئة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 - 55 سنة هذا وقد توصل الملتقى العلمي إلى عرض أهم الحلول للقضاء ولو بنسبة قليلة على الضجيج من جهة والتلوث البيئي من جهة أخرى، مركزا على عدم استعمال الآلات التي تسبب الضوضاء واستعمال المطاط في بعض الآلات للحد من الأصوات الناتجة عن احتكاك الحديد ببعضه البعض.