قيمت رئيسة جمعية ''البركة'' لمساعدة الأشخاص المعاقين، وضعية الطفل الجزائري عموما والمعاق خصوصا بالجيدة مقارنة بنظيره الإفريقي، مرجعة الفضل في ذلك إلى الدور الكبير الذي تلعبه الحركة الجمعوية في حمايته والدفاع عن حقوقه، واعتبرت وضع الأطفال المعاقين حركيا في مراكز متخصصة مناف لحقوقهم في الاندماج الاجتماعي. عبرت فلورة بوبرغوت بمناسبة يوم الطفل الإفريقي عن رفضها للتمييز الذي يحدث بالجزائر في حق الأطفال المعاقين حركيا، وترى بوبرغوت أن وضع الأطفال المعاقين في مراكز متخصصة يعد انتهاكا صارخا لحقوقهم، منتقدة في ذلك مطالب بعض جمعيات مساعدة الأطفال المعاقين على المستوى الوطني التي تطالب بإنشاء مراكز متخصصة لتعليم الأطفال المعاقين حركيا حيث يتم وضعهم رفقة آخرين متخلفين ومعاقين ذهنيا ما يؤثر على نفسيتهم من جهة وعلى تحصيلهم الدراسي من جهة أخرى. الطفل الجزائري في وضعية جيدة إفريقيا قالت رئيسة الجمعية في تصريح ل''الحوار'' على هامش عرض الاستراتيجية الوطنية للأسرة 2009 -,2015 إن الدولة تولي عناية واضحة لصحة الأطفال، حيث يحظى جميع الأطفال باللقاحات الضرورية لحمايتهم من الوقوع في بعض الأمراض المؤدية في الكثير من الأحيان إلى الشلل أو الإعاقة. وقارنت في هذا الصدد بين الطفل الجزائري والطفل الإفريقي الذي لازال يعاني من سوء التغذية والأوبئة الفتاكة، والأمراض المتنقلة عبر الدم والمتنقلة جنسيا كمرض الإيدز مثلا الذي يقضي على ملايين الأطفال في القارة السمراء. كما يحظى الطفل الجزائري، أضافت ذات المتحدثة، باهتمام كبير ناجم عن درجة الوعي الكبيرة لدى المجتمع المدني الذي تنظم في إطار الحركة الجمعوية، حيث تعمل كل جمعية ناشطة في مجال الدفاع عن وحماية حقوق الطفل من جانبها في تحقيق وضعية معيشية حسنة للأطفال والتصدي لكل المخاطر التي يمكن أن تعترضهم، سواء الصحية منها أو حتى الاعتداءات الجنسية التي تعرف تزايدا رهيبا في مجتمعنا المحافظ، إلا أن فتح باب النقاش والحوار في السنوات الأخيرة لعب وبشكل كبير دورا في حماية حقوق الطفل والنهوض بها، فبفضل جهود جمعية ''البركة'' تمكن على مستوى بلدية برج البحري من إعادة الإدماج الاجتماعي ل 15 طفلا كان مدراء المدارس يرفضون تسجيلهم فيها تخوفا من تحمل المسؤولية في حال تعرضهم لمخاطر، ولاسيما أن مؤسساتهم التعليمية غير مجهزة لاستقبال هذه الفئة من التلاميذ، فالأمر يتوقف عند توفر الإرادة السياسية القوية من أجل إعادة الإدماج الاجتماعي للأطفال المعاقين، قالت بوبرغوت. حماية الطفل مسؤولية الجميع كشفت فلورة بوبرغوت، عن برنامجها الخاص بموسم الاصطياف، والذي قررت أن يكون موجها للتحسيس والتوعية بمخاطر حوادث المرور، حيث ستقوم بحملة على مستوى الشواطئ والطرقات السريعة وأماكن السهرات لتحسيس المواطنين بأهمية التقليل من السرعة التي تعد أول مسببات حوادث المرور حسب تصريحات رسمية، إضافة إلى عدم استعمال حزام الأمن واستعمال الهاتف النقال لدى السياقة. وسيتم بالمناسبة توزيع المطويات والمنشورات على المصطافين. كما أضافت رئيسة الجمعية أن حوادث المرور باتت تهدد حقوق الأطفال في الحياة فتسلبهم منها تارة وتجعلهم يعيشون على هامشها تارة أخرى بعدما يتحولون إلى معاقين حركيا، فحماية حقوق الطفل مسؤولية تقع على عاتق الجميع، ومن واجب الحركة الجمعوية أن تكثف نشاطها في هذا المجال. وفي سباق منفصل، كشفت بوبرغوت عن إجراء أو مبادرة جديدة ستكون أول من يدخلها إلى الجزائر من خلال إحيائها يوم 17 نوفمبر القادم ''اليوم العالمي لضحايا حوادث المرور''، حيث ستقوم بجمع عائلات لضحايا حوادث المرور على مستوى العاصمة، يروون تجاربهم في الحياة بعد فقدان ذويهم ليحثوا المواطنين على التحلي بالحذر أثناء السياقة.