الحديث عن الإنجازات لا يمنعنا بالتأكيد من الحديث عن عدد معتبر من أحياء بلديات العاصمة التي لا تزال تفتقر وتشكو غياب مراكز للترفيه أو المركبات الرياضية أو حتى لعدد من دور الشباب على مستواها. شأنها في ذلك شأن بعض البلديات المهمشة، كبلدية خرايسية والسويدانية وبعض الأحياء المعزولة ببلدية جسر قسنطينة، وبعض بلديات شرق العاصمة، خصوصا منها المحاذية لإقليم ولاية بومرداس، إذ لا يزال شباب بلدية الرويبة مثلا، يطالب بتوفير الحد الأدنى من الهياكل الرياضية والخدمات الشبانية، كاستحداث دور للشباب، كانت مديرية الشباب والرياضة التابعة لولاية الجزائر باعتبارها المشرف الأول على مثل هذه الإنجازات قد وعدت منذ فترة بإنشائها، حتى أن مثل هذه المركبات والقاعات الشبانية تعد حاليا على أصابع اليد، نظرا لافتقار البلدية لها من جهة، واشتداد الكثافة السكانية بالمنطقة من جهة ثانية. لتبقى بذلك كل طاقات الشباب الرياضية الكامنة لا تلقى بالمقابل من يرعاها ويهتم بها، خصوصا وأن ميزانيات بعض المجالس البلدية المخصصة لإنجاز المشاريع الرياضية والترفيهية قليلة وضعيفة جدا. شباب أحياء'' 520 مسكن'' و ''الحياة'' بجسر قسنطينة في عزلة سطت العزلة والتهميش على الطاقات والإمكانات الرياضية المختزنة لدى شباب أحياء بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، كونها تفتقر للمراكز الرياضية وقاعات اللعب وحتى لدور الشباب الترفيهية والتثقيفية التي تسمح لهم بتفجير إمكاناتهم، ولا يزال شباب أحياء 520 مسكن والحياة بذات البلدية يشكو من الضجر وفراغ الوقت اللذان يعدان السم القاتل الحقيقي لسكانها، خصوصا منهم الشباب البطال الذي لا يجد انشغالا مفيدا يقضي فيه وقت فراغه، الأمر الذي يدفع بأغلبيتهم إلى التهلكة باتباع أهواء المخدرات والمهلوسات وما شابه ذلك. شباب حي النخيل بباش جراح ينددون.. ''شتاؤنا صقيع وصيفنا جحيم'' يشتكي شباب حي النخيل ببلدية باش جراح بالعاصمة من غياب مرافق الترفيه والرياضة على وجه التحديد، فسكان الحي المذكور القاطنين داخل البيوت القصديرية طالبوا اكثر من مرة، رئيس بلدية باش جرح السيد بوزيد صحراوي توفير قاعات لكمال الأجسام، واخرى لمختلف الرياضات حتى يتسلى الشباب داخلها، كما يتسنى للأطفال الصغار إتقان وتعلم عدد من الرياضات، مؤكدين في لقاء جمعهم بنا أن '' شتاءهم صقيع، وصيفهم جحيم''، بالنظر إلى حجم المعاناة التي يتخبطون فيها كل موسم شتاء، ومع اقتراب كل موسم صيف، ففي الوقت الذي يقضي فيه البعض عطلته الصيفية على شاطئ البحر وفي المخيمات الصيفية، ترى فيه أطفال وشباب حي النخيل في عزلة ينتظرون لحظة الفرج. قاعات ''انترنت'' كثيرة مقابل مرافق رياضية محدودة يشكو عدد كبير من سكان البلديات المهمشة بالعاصمة من ارتفاع عدد قاعات الانترنت المخصصة للترفيه واللعب، مقابل شح كبير في عدد قاعات الرياضة ومراكز الشباب التثقيفية، مع العلم أن خطورة فتح مجال الاستخدام الحر لتقنية الانترنت بسلبياتها وايجابياتها بالنسبة للشباب والأطفال، قد تضاعف إمكانية ضياع الأخلاق والاندفاع نحو غايات لا أخلاقية بالنظر إلى حجم القضايا الخطيرة التي صارت ترافع عنها المحاكم يوميا والمتعلقة بقضايا الأفعال المخلة للحياء والترويج للأفلام الخليعة التي قد ينجرف الشباب وراءها في ظل تضاعف عدد قاعات ''السيبير نت'' مقابل ضعف في التوجيه السليم للشباب باتجاه المرافق الرياضية.