طالبت خبيرة تربوية ألمانية المدرسين في المدارس الألمانية بمواجهة المضايقات التي تتعرض لها نسبة كبيرة من تلاميذهم على أيدي أقرانهم. وفي حديث لوكالة الأنباء الألمانية، قالت زيلكه روبرشت المتخصصة في العلوم التربوية، إن الكثير من المسئولين ينفون حدوث مثل هذه المضايقات في مدارسهم على الرغم من أن دراسة ألمانية حديثة أظهرت أن واحداً من كل ثلاثة تلاميذ ألمانيا تعرض مرة على الأقل للمضايقات من قبل أقرانه، الأمر الذي يتسبب بحسب الخبيرة التربوية روبرشت في الكثير من المشاكل الصحية لضحايا المضايقة. وأكدت الباحثة الألمانية أن العلماء التربويين يدركون أن آثار المضايقات المدرسية لا تقل خطرًا عن آثار العنف وقالت إن ضحايا المضايقة المدرسية يعانون كثيرًا من الاضطرابات النفسية، التي تسبب الصداع والأرق وأنهم لا يثقون بقدراتهم الذاتية ويكونون غير راضين عن مظهرهم الشخصي. ويصبح هؤلاء بالتالي معرضين أكثر للجوء لاستراتيجيات سلبية للسيطرة على همومهم ومشاكلهم. ووضحت كذلك أن التلاميذ، الذين يمتلكون عناصر حماية أكثر من مضايقات أقرانهم وإساءاتهم يعتبرون أقل لجوءًا إلى ممارسة عادات صحية ضارة كالتدخين أو احتساء المشروبات الكحولية. ورأت روبرشت أن التلاميذ الذي يرتكبون مضايقات في حق أقرانهم غالبًا ما يقعون أنفسهم ضحية لهذه المضايقات وأشارت روبرشت إلى أن التلاميذ الذين يرتكبون إساءات في حق زملائهم اشتكوا كثيرًا خلال الاستطلاع من أن المدرسين يفضلون بعض التلاميذ عن غيرهم أو يظلمون بعضًا آخر لصالح غيرهم من التلاميذ. وأظهرت دراسة ألمانية أن واحدًا من كل ثلاثة من التلاميذ في مدارس التعليم الأساسي والمدارس الثانوية في ألمانيا تعرضوا مرة على الأقل للمضايقات من أقرانهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وتبين من خلال الدراسة التي أجراها متخصصون في جامعة لويفانا بمدينة لونيبورغ أن واحداً من كل عشرة تلاميذ في مدارس ألمانيا تعرض مرة على الأقل للعنف من نظرائه خلال الفترة المذكورة. ويصل نسبة التلاميذ، الذين يعتبرون أنفسهم من المضايقين لغيرهم إلى 37,2 في المائة، في حين ذكر 15 في المائة من تلاميذ المدارس الإعدادية أنهم استخدموا العنف ضد زملائهم. كما اعترف واحد من كل خمسة منهم تقريبًا بأنه اشتبك بالأيدي مرة على الأقل مع زملائه. وقامت الجامعة المذكورة بتكليف من شركة (داك ) الألمانية للتأمين الصحي باستطلاع آراء 1859 تلميذًا بين سن 10 إلى 18 عامًا بشأن تجاربهم المتعلقة بالعنف والمضايقات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وشارك في الدراسة تلاميذ مدارس مختلفة من ناحية المستوى سواء كانت مدارس ثانوية أو حرفية في أربع ولايات ألمانية.