طالب الدكتور خيتري وليد من مستشفى وهران في دراسة حديثة أنجزها مطلع السنة الجارية حول العلاج الشعبي للألم، بضرورة تنظيم لقاء دراسي بجمع الصيادلة المعالجين بالأعشاب، بهدف توعيتهم وتحسيسهم بمدى خطورة استعمالهم الخاطئ لبعض الأعشاب الطبية أو حتى من خلال التعبئة غير الموافقة للمعايير اللازمة للحفظ الجيد، وغيرها من الشروط الأخرى كافتقار العلاجات إلى وصفة مكونات الدواء وطريقة استعماله. جاء في دراسة أنجزها الدكتور خيتري من المستشفى الجامعي لوهران، انتقاد للطب الشعبي. وذكرت الدراسة أن الأعشاب المسكنة للألم شكلت وإلى وقت غير بعيد العلاج الوحيد لآلام الجزائريين خاصة المقيمين في المناطق الريفية، وتحديدا في القضاء على أوجاع وآلام الروماتيزم، لكن ومع ظهور أنواع مختلفة من الأدوية بدأ يشهد العلاج بالأعشاب الطبية طريقه إلى الاندثار، من ناحية فعاليتها وسهولة تناولها سواء عن طرق الفم أو الحقن أو الاستخدام الموضعي، ما جعل مختصي طب الأعشاب أو ما يعرف بالطب البديل يحاولون استرجاع ثقة الناس بطريقة العلاج التقليدية متفننين ومبدعين في ابتكار أنواع عدة من المراهم والأعشاب المنقوعة وغيرها، مهملين شروط الحفظ والتعبئة التي قد تعود بالضرر على المريض الذي يستخدمها. شروط التعبئة غير موافقة للمعايير شملت الدراسة 5 مداوين بالأعشاب متواجدين على مستوى أسواق بمدينة وهران، تمكنوا من إنتاج 3 أنواع من منقوع الأعشاب، وكانت الأعشاب المستعملة من قبل المعالجين محل فحص ودراسة البيولوجيين للتأكد من عدم إضرارها بالصحة العمومية. وجاءت نتائج الدراسة التي تمحورت حول منقوع لعلاج التهاب المفاصل المزمن كالتالي، تكوّن المنقوع الأول من 4 أعشاب هي نبات الغار، القراص منفصل الجنس، حبوب البسباس وإكليل الجبل، أما المنقوع الثاني فتكون من 5 نباتات هي الشقيق، اللؤلؤة، نبات الرو، نبات البتولا، والإكليل، بينما احتوى المنقوع الثالث على نبتتي الجينيفري واللانتيسك، وهذا لدى3 معالجين، فيما اكتفى معالجان آخران من عينة الدراسة ببيع نبتة واحدة مدعين أنها قادرة بمفردها على التخفيف أو القضاء على الألم. وقالت الدراسة من خلال ملاحظاتها إن شروط التعبئة لدى المعالجين الخمسة كانت جميعها غير مطابقة للمعايير، حيث تمت تعبئة المنقوع الأول في كيس بلاستيكي من النوع الشفاف الصغير الحجم، لا يحتوي على ورقة تدل على نوع المكونات ولا طريقة الاستعمال أو الأعراض الجانبية التي قد يسببها، فيما كان المنقوع الثاني معبئا جيدا إلا أنه سجل غيابا في التطابق بين محتوى العلبة والصورة الموضوعة على الغلاف أو مع ما دوّن على قائمة المكونات، بينما ما أزعج الملاحظين أكثر أن المنقوع الثالث يباع في ورق الجرائد. الاعتقادات الاجتماعية تساهم في الوضع خلصت الدراسة بعد العديد من البحوث التي أجريت على الأنواع الخمسة من الثلاثة من المنقوع، إلى أن الأعراض الجانبية لهذه المنتجات قد تكون جد خطيرة وأن هذه الأعراض غير ناجمة في أصلها من عدم تناسب التركيبات وإنما من شروط الحفظ، حيث يساهم سوء شروط التعبئة في تحويل تلك الأعشاب إلى مواد سامة وذات آثار جانبية خطيرة إذا ما تفاعلت مع أعشاب أخرى. ونصح الدكتور خيتري في خلاصة الدراسة بضرورة تعبئة المعالجين بالأعشاب هذه المنتجات في علب زجاجية، أو ورق من نوع كرافت، على لا تتجاوز مدة الحفظ سنة. كما دعا الدكتور في دراسته التي عرضت على هامش الأيام الوطنية التاسعة عشرة للصيدلة، المواطنين إلى عدم الانسياق وراء مقولة '' اللي ما نفع ما يضر'' وكذا بعقد لقاء بين الصيادلة والمداويين بالأعشاب لتوعيتهم بمدى خطورة ما قد يتسببون فيه من مشاكل صحية.