أماطت مصادر صحافية إيطالية اللثام عن مفاجأة من العيار الثقيل متمثلة في فتوى أصدرها مؤخرًا المرجع الشيعي البارز ''محمد تقي مصباح يزدي''، تبيح تصفية المرشحيْن الإصلاحيين لانتخابات الرئاسة ''مير حسين موسوي'' ومهدي كروبي. ويزدي، المعروف بالأب الروحي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد، يبلغ من العمر 77 عامًا، وهو من تلامذة مؤسس الجمهورية الإيرانية الخميني. ويعد مرجعًا يمينيًا أصوليًا محافظًا بامتياز، حيث عارض الحركة الإصلاحية بعد انتخاب محمد خاتمي رئيسا للجمهورية بشدة، ونعت منتسبي الحركة الإصلاحية ذات مرة بمن يريدون إحياء ''الكفر الشاهنشاهي". ويترأس يزدي حاليًا مؤسسة الإمام الخميني للدراسات في قم، والمجمع الدولي لأهل البيت وعضو بجمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم . وتم ترشيحه في عام 1990 مندوبا للأهواز في مجلس الخبراء، ولكنه ترشح في المراحل اللاحقة عن مدينة طهران . وبشأن فتواه بتصفية موسوي وكروبي، فقد كشفت عنها صحيفة ''الكوياريه ديلاسيرا'' الإيطالية نقلاً عن مصادر أمريكية لم تفصح عنها. ومعروف عن مصباح يزدي مدافعته علانية أحاديثه عن تنفيذ الإعدام في من يعتبرهم مرتدين، وطالب في إحدى المرات في رسالة بعثها إلى مرشد الثورة علي خامنئي بتفيذ حكم الإعدام في الإصلاحي هاشم آغاجر، ورجل الدين أحمد قابل، ومن بين الاتهامات التي توجه لمصباح يزدي من قبل الأوساط الإصلاحية إصداره فتوى تجيز التزوير في الانتخابات الرئاسية لصالح أحمدي نجاد . من جهة أخرى وافق مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، على طلب أمين مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي، بتمديد المهلة الزمنية لمجلس صيانة الدستور خمسة أيام أخرى لدراسة وبحث الشكاوى المتعلقة بانتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة التي فجرت موجة تظاهرات احتجاجية عنيفة في شوارع طهران. وفي الغضون، وجه المرشح الإصلاحي الخاسر، مهدي كروبي، انتقادات عنيفة إلى وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة، وأنصار الرئيس، محمود أحمدي نجاد، وشبههم بطالبان في أفغانستان المجاورة، فيما سحب المرشح محسن رضوي طعونه بحدوث تلاعب في انتخابات 12 جوان. وانتقد كروبي وسائل الإعلام الإيرانية لتحميلها مسؤولية الشغب والعنف إلى المتظاهرين، الذين خرجوا للاحتجاج على ما أسموه ب''الانتخابات المسروقة'' وفوز نجاد بولاية ثانية. وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي أعلن أمس الأربعاء أن النظام الإيراني لن ''يتراجع'' إمام احتجاجات المعارضة التي تشهدها طهران. وقال خامنئي ''في الإحداث الأخيرة المتعلقة بالانتخابات، أكدت على ضرورة تطبيق القانون، وسأواصل التأكيد على ذلك. ولن يتراجع النظام أو الشعب بالقوة''. من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إن طهران تدرس مسألة خفض مستوى علاقاتها مع بريطانيا، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الايرانية وسط التوتر الدبلوماسي المتزايد بين طهران ولندن على خلفية الانتخابات الرئاسية، وفي ذات الإطار شدد اوباما لهجته حيال طهران منددا خصوصًا بقمع النظام الإيراني بعنف للتظاهرات، ورافضا في الوقت عينه اتهامات إيران لبلاده بالتدخل في شؤونها الداخلية. واعتبر اوباما أيضا أن شرعية إعادة نجاد موضع '' تساؤلات جدية تخبط أمريكي للحصول على معلومات حول إيران ذكرت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية أمس أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومستشاريه يتخبطون للحصول على معلومات حول ما يحصل في إيران ويكتفون بمشاهدة الأشرطة التي يصورها هواة وتعرض على شبكة الانترنت، وأشارت الصحيفة إلى أنه بغياب علاقات دبلوماسية بين إيران وأمريكا وبعد طرد الصحافيين الأجانب، وجدت الإدارة الأمريكية التي تكافح أصلاً لفهم الحيثيات الإيرانية نفسها أمام مصدر وحيد للمعلومات يتمثل بصور الهواة على موقع ''يوتيوب'' وأخبار ينشرها أفراد على موقعي ''تويتر'' و''فيسبوك''-. وذكرت أن الرئيس الأمريكي يستمع يومياً إلى إحاطة من أجهزة الاستخبارات ويتلقى تقارير من حلفاء كبريطانيا وفرنسا لأن لهما سفارات في طهران. ونقلت عن عدد من المسؤولين الأمريكيين أن الوضع الحالي يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة إلى أوباما في إطار سعيه للتفاوض مع الحكومة الإيرانية حول برنامجها النووي.