أعلن المرشحان الإصلاحيان لانتخابات الرئاسة الإيرانية مهدي كروبي ومير حسين موسوي، رفضهما لقرار مجلس صيانة الدستور المتعلق بتثبيت فوز الرئيس أحمدي نجاد بالانتخابات، ونفي حصول عمليات تزوير. ورفض كروبي في رسالة موجهة إلى الإيرانيين نُشرت على موقعه الإلكتروني ليلة أول أمس، القبول بإعادة انتخاب نجاد، مؤكدًا أن الحكومة التي ستنبثق عن انتخابات 21جوان لن تكون "شرعية ولا مقبولة" معتبرًا أن "هذه الانتخابات غير صالحة". وشدّد كروبي الذي حلَّ رابعًا (المركز الأخير) في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 21جوان، في رسالته، على أنه لا يرى أن حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد شرعية. وجاء في بيان كروبي: "لا أعتبر هذه الحكومة شرعية وسأواصل نضالي... وألجأ إلى كل السبل"، مبديًا استعداده "للتعاون مع الجماعات والناس المؤيدين للإصلاح". وأكّد مجلس صيانة الدستور، وهو أعلى سلطة تشريعية في إيران، الإثنين الماضي، فوز أحمدي نجاد بولاية جديدة، ورفض شكاوى المعارضة بشأن التلاعب في الانتخابات. وردًا على قرار مجلس صيانة الدستور، أكد المرشح مير حسين موسوي تمسّكه بمطلب إعادة الانتخابات. وأعلن مكتب العلاقات العامة لموسوي: "ننفي (تصريحات) الناطق باسم مجلس صيانة الدستور، ونشدد على أن موقف مير حسين موسوي يبقى الوارد في رسالته بتاريخ 27 جوان المجلس"، في إشارة إلى مطالبة موسوي بتشكيل لجنة مستقلة للنظر في مجمل العملية الانتخابية التي طعن في شرعيتها مع المرشحيْن الآخريْن مهدي كروبي ومحسن رضائي. وفي حال لم يتم تشكيل هذه اللجنة، دعَا موسوي في رسالة المشار إليها إلى إغاء نتيجة الانتخابات وتنظيم انتخابات رئاسية أخرى. هذا، ولم يعلق المرشح المتبقي لانتخابات الرئاسة الإيرانية محسن رضائي بعدُ على قرار مجلس صيانة الدستور. من جهته أعلن مجمع علماء الدين المناضلين "مجمع روحانيون مبارز" الذي يتزعمه الرئيس السابق محمد خاتمي، أول أمس الثلاثاء رفضه قرار مجلس صيانة الدستور تثبيت أحمدي نجاد رئيسًا للبلاد. وأكد خاتمي مواصلة تأييده للمرشح الرئاسي الإصلاحي وأبرز منافس لنجاد "مير حسين موسوي" وطالب بالإفراج عن كافة المعتقلين. ورفض ما أعلنته طهران أول أمس بشأن تأكيد إعادة انتخاب الرئيس نجاد لفترة ثانية، وأن النزاع الذي نشب حول الانتخابات التي أجريت في 12 جوان انتهى، الأمر الذي لا يجعل هناك خيارات تذكر أمام المعارضين الذين قالوا إنه حدث تلاعب في الانتخابات. وقد شهدت طهران ومدن إيرانية أخرى احتجاجات عنيفة على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما قامت الشرطة الإيرانية بقمع المتظاهرين والتعامل معهم بطريقة عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى ومعتقلين كثر. وانتشرت قوات الباسيج منذ أول أمس الثلاثاء في الشوارع بكثافة تحسبًا لانطلاق تظاهرات وتم قطع الكهرباء عن مناطق مختلفة من العاصمة في حين تباينت الآراء في الشارع الإيراني حول قرار مجلس صيانة الدستور.