بلغت النتائج النهائية للناجحين في شهادة التعليم المتوسط لهذا العام أكثر من 58 في المائة، في حين فاقت نتائج المنتقلين إلى السنة الأولى ثانوي السبعين في المائة، مسجلة بذلك تحسنا مس أربعين ولاية، على عكس الثمانية الأخرى التي عرفت تراجعا في هذه النسب مقارنة بالعام الماضي، وذلك في وقت تسعى فيه الوزارة إلى التخفيف من البرنامج الدراسي خلال الموسم المقبل. وأوضح أمس مدير التعليم الثانوي بوزارة التربية الوطنية أبو بكر سليم خلال تنشيطه ندوة صحفية بمعية زميله مدير التعليم الأساسي إبراهيم عباسي، أنه رغم تسجيل نسبة سبعين في المائة الخاصة بعدد المنتقلين إلى السنة الأولى ثانوي، فإن الوزارة ترى أن ذلك غير كاف، كونها تطمح إلى تحقيق نسبة 75 في المائة خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى أن بعض الولايات سجلت تراجعا في هذه النتائج، وهي عين الدفلى، وتمنراست، والشلف، والمسيلة، وتسمسيلت، وخنشلة، والوادي، إضافة إلى ولاية الجلفة التي تظل تقبع في مؤخرة الترتيب، ومبينا أن هذا التراجع كان خفيفا وليس بنقاط كثيرة. وأرجع سليم أبو بكر هذا التحسن المتواصل في نسب نتائج النجاح في الامتحانات إلى عملية الإصلاح التي باشرتها الوزارة خلال السنوات الأخيرة، مستعرضا في هذا الإطار جملة من الإجراءات التي اتخذت، منها تغيير طبيعة التكوين الأولي للأساتذة والمعلمين، حيث انخفض عدد الأساتذة غير الحاصلين على شهادة الليسانس إلى 53 ألف أستاذ بعد أن كان في سنوات مضت 214 ألف، حسب ما قال المتحدث ذاته الذي أشار إلى أن جميع الأساتذة والمعلمين سيتكونون ابتداء من السنة القادمة بالمدارس العليا للأساتذة، بعد أن يتم تحويل المعلمين من مراكز لتكوين وتحسين المستوى إلى هذه المدارس. ومن جهته، بيّن إبراهيم عباسي أن التحسن المسجل في نتائج امتحانات التعليم الابتدائي والمتوسط دليل على أن ''الأداءات المدرسية'' تتحسن شيئا فشيئا، وهي نتيجة لرفع مستوى الأساتذة والمعلمين، والمنهاج المتبع في عملية الإصلاح، مضيفا أن تقديم حصص الدعم المدرسي الموجهة لتلاميذ أقسام الامتحانات، وكذا المتابعة الدورية لتطبيق المنهاج قد كان لها الأثر الإيجابي على نوعية النتائج المسجلة، ومشيرا إلى أنه ابتداء من العام المقبل ستمس عملية متابعة تنفيذ المنهاج جميع الأقسام الدراسية بعد أن كانت في السنوات الماضية منحصرة على أقسام امتحانات الحصول على الشهادات. وكشف عباسي أن الموسم الدراسي المقبل سيعرف تخفيفا في البرامج الدراسية، مبينا أن ذلك لا يعني إنقاصا أو حذفا لبعض الدروس، إنما تعديل طريقة الدروس ومحتواها، من خلال حذف التكرارات التي تعرفها بعض البرامج، مبرزا أن ذلك قد جاء بعد تشاور مع جميع أطراف الأسرة التربوية، وقد يمس هذا التخفيف في الطور الابتدائي مواد الرياضيات، والتربية المدنية، واللغتين العربية والفرنسية، والتاريخ والجغرافيا. وأشار عباسي إلى نتائج الدورة الاستدراكية لنيل شهادة التعليم الابتدائي التي أجريت أمس ستعلق يوم السادس جويلية المقبل بالمؤسسات التربوية، وأن 100 ألف تلميذ معني بها. ويشار في الأخير إلى أن نتائج التعليم المتوسط قد أكدت مرة أخرى عدم استطاعة المدارس الخاصة على منافسة المدارس العمومية، حيث لم تصل نسبة النجاح بها إلى 54 في المائة، ولم ينل بها إلا تلميذان درجة امتياز، على عكس المدارس العمومية التي حصل بها 153 هذه الدرجة. صدر النسخة العربية لكتاب بن بوزيد حول الإصلاح التربوي في الجزائر صدرت النسخة العربية لكتاب ''إصلاح التربية في الجزائر : رهانات وإنجازات'' لمؤلفه وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، والذي تعرض فيه لمسار الإصلاح في قطاع التربية بالجزائر. ويأتي هذه الكتاب ليضاف إلى النسخة الفرنسية التي صدرت خلال الشهر الماضي، وهي مطابقة لها، إذ يتعرض الكتاب الصادر عن دار القصبة إلى السياق السياسي لإصلاح المنظومة التربوية الجزائرية، وكيفية إعادة صياغة الفعل البيداغوجي من خلال إصلاح المناهج الدراسية، وإنجاز أخرى جديدة، تستعمل الترميز الدولي والمصطلحات في الكتب المدرسية. وتطرق الكتاب أيضا إلى ملفات إنشاء نظام جديد للتقييم، وتجديد نظام التكوين والتدريب البيداغوجي والإداري، وإعادة تنظيم المنظومة التربوية، إضافة إلى عمليات الدعم لتنفيذ الإصلاح التربوي، كما وردت في طياته بعض المؤشرات الخاصة بمردودية المنظومة التربوية. ويشار إلى أن الكتاب الذي جاء في 347 صفحة، قد افتتح بخطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة تنصيبه للجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية في 13 ماي من عام ,2000 واختتم بمقتطف من بيان الرئيس خلال جلسة الاستماع السنوية المخصصة لقطاع التربية لعام .2008