غادرت مستشارة الجمهورية الفيدرالية لألمانيا أنجيلا ميركل الجزائر ظهر أول أمس، بعد زيارة رسمية دامت يومين، تعهدت من خلالها بعزمهما على تعزيز التشاور السياسي والتعاون الاقتصادي مع الجزائر، لاسيما في مجالات الدفاع والصناعة والطاقة والبحث الطبي والمنشآت، واصفة علاقات الصداقة الجزائرية الألمانية ب''الممتازة". ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية تصريحات عن المسؤولة الألمانية للصحافة عقب المحادثات التي أجرتها مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة صبيحة يوم الخميس الفارط مفادها أن اللقاء كان فرصة للتطرق إلى العلاقات الثنائية التي اعتبرتها علاقات ''صداقة ممتازة''، مضيفة ''لقد سجلنا كذلك أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يمكن أن يتحسن بشكل أكبر". وسجلت أن ''الجزائر تعتبرأكبر بلد في المغرب العربي يزخربقدرات اقتصادية كبيرة''، مشيرة إلى أنه بالنظرإلى ''أهمية الوزن السياسي للجزائر تحذونا إرادة كبيرة في تطوير العلاقات مع الجزائر أكثر فأكثر في كل الميادين". وفي ردها على سؤال حول التعاون الاقتصادي لاسيما الطاقوي منه أوضحت ميركل أن المحادثات تناولت أيضا المشاريع المستقبلية، معلنة في هذا الإطار أن البلدين اتفقا على تنصيب لجنة جزائرية ألمانية مشتركة يشارك فيها ممثلون عن الحكومة ومؤسسات صناعية، وقالت إنه ''من شأن هذا القرارالسياسي أن يؤثر إيجابيا على تطورالعلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين". وعقب هذه المحادثات حضر رئيس الجمهورية والمستشارة الألمانية مراسيم التوقيع على محضر تسليم العقد المتضمن الدراسات والمتابعة الخاصة بمشروع جامع الجزائر لمكتب الدراسات الالماني الذي فاز بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لإنجاز هذا الجامع. وكانت السيدة ميركل قد أكدت في كلمة ألقتها عشية يوم الأربعاء بمناسبة مأدبة عشاء أقامتها على شرفها الغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة والصناعة أن الصناعة الألمانية تبدي اهتماما كبيرا بالاستثمار في الجزائر. وأوضحت قائلة ''إن زيارتي للجزائرعلى رأس وفد هام من رؤساء المؤسسات يهدف الى الإعراب عن اهتمامنا بالجزائر''، مضيفة أن الأمر يتعلق بمؤسسات تنشط في ميادين الطاقة والمنشآت والدفاع والبحث الطبي والخدمات.. وقالت ''قدمت بأفكار جد ملموسة يحذوها في ذلك اهتمام خاص ببلدكم". وتميزت زيارة السيدة ميركل كذلك بتنظيم منتدى الأعمال الجزائري الألماني الذي توج بالتوقيع على اتفاقي شراكة بين الجزائروألمانيا في مجالي الصناعة والتكوين. وكان وزير الاقتصاد الفيدرالي الألماني برند بفافنباخ قد تباحث مع وزيرالطاقة والمناجم شكيب خليل والوزيرالمنتدب للدفاع عبد المالك قنايزية. وتعتزم برلين حسبما تناقلته مصادر إعلامية مختلفة خلال الزيارة بيع تجهيرات عسكرية للجزائر والمشاركة في تدريب ضباطها، كما تقترح بيع فرقاطات وأنظمة مراقبة حدود. ونقلت مصادر إن ألمانيا التي تشتري 40 بالمائة من حاجاتها من الغاز من روسيا ترغب في تنويع مصادر تزويدها من الطاقة عبر التوجه الى الجزائر أحد مزودي الاتحاد الاوروبي الأساسيين بهذ المادة الحيوية.