عبرت ألمانيا عن رغبتها في بناء علاقات متميزة مع الجزائر تتسم بالثقة المتبادلة وتفتح آفاق تنويع التعاملات الاقتصادية بين البلدين، والتنسيق المتواصل فيما يخص جميع القضايا الدولية. فبعد زيارة قادتها إلى الجزائر الشهر الماضي بعثت المستشارة الألمانية السيدة أنجيلا ميركل برقية إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أول أمس ضمّنتها تصورها لتعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائروألمانيا. وأعربت المستشارة الألمانية لرئيس الجمهورية عن أملها في "تعزيز" و"تكثيف" التعاون بين البلدين خاصة على الصعيد الاقتصادي انطلاقا من شراكة "موثوقة وعادلة". وقالت في البرقية التي نشرتها أول أمس وكالة الأنباء الجزائرية "أكون جد سعيدة إذا تمكنّا من دعم تعاوننا حول المسائل الثنائية والدولية وتمكنّا من تكثيفه على الصعيد الاقتصادي انطلاقا من شراكة موثوقة وعادلة خدمة لمصالحة بلدينا". وأكدت السيدة ميركل بعد أن قدمت شكرها على الضيافة "المتميزة" والاستقبال "الحار" اللذين أحيطت بهما خلال زيارتها للجزائر شهر جويلية الماضي أن المحادثات "الكثيفة والودية" التي أجرتها مع الرئيس بوتفليقة كانت "جد مثرية". وتوقعت المستشارة الألمانية أن تساهم الزيارة التي يقوم بها الرئيس بوتفليقة إلى بلادها مطلع العام القادم في دفع مستوى العلاقات الثنائية نحو الأمام، وذكرت بأنّ الجزائر تملك من المؤهلات ما يجعلها تنجح في تنفيذ الإصلاحات التي باشرتها منذ سنوات. وجاءت برقية السيدة ميركل في أعقاب الزيارة التي قادتها إلى الجزائر يومي 16 و17 جويلية الماضي مكنت الجانبين من فتح العديد من "ورشات" التعاون من أهمها وأبرزها الاتفاق على إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين تعود لها مهمة مناقشة ودراسة جميع المشاريع الثنائية. وقالت المستشارة الالمانية مباشرة بعد التوقيع على إنشاء هذه اللجنة "لدي انطباع بأنّ الأبواب صارت مفتوحة أمامنا، فنحن مستعدون لتقديم عروض مغرية للجزائر، كي نكون شريكا يمكن للجزائر أن تعتمد عليه". وتضم هذه اللجنة حسب الاتفاق الموقع عليه ممثلين عن حكومة البلدين والمؤسسات الصناعية. وقالت المستشارة الألمانية بعد استقبالها من طرف الرئيس بوتفليقة كلاما عن الجزائر لم يسبق لمسؤول أوروبي أن قال مثله، حيث اعتبرت الجزائر أكبر قوة في المنطقة المغاربية، وعلى هذا الأساس تسعى بلادها إلى إقامة علاقات متميزة معها. وأوضحت في هذا الشأن "أن الجزائر تعتبر أكبر بلد في المغرب العربي يزخر بقدرات اقتصادية كبيرة" وأنه بالنظر إلى "أهمية الوزن السياسي للجزائر تحدونا إرادة كبيرة في تطوير العلاقات مع الجزائر أكثر فأكثر في كل الميادين". وتولي ألمانيا اهتماما كبيرا بالجزائر وتسعى إلى ربط علاقات استثنائية معها، علما أن مؤسسات عديدة تنشط بالجزائر ليس فقط في مجال الطاقة ولكن في ميادين عديدة منها البحث الطبي والخدمات والصناعة. وللإشارة فإن الغرفة الجزائرية الألمانية تعد احدى أهم محرك للتعاون الثنائي حيث نزلت السيدة ميركل ضيفة على المنتدى خلال زيارتها الى الجزائر. وتضم الغرفة حاليا نحو 520 شركة بعدما كان عددها لا يتجاوز 43 شركة عند تأسيسها قبل ثلاث سنوات. وعرفت الصادرات الألمانية مؤخرا ارتفاعا قدّر ب40 بالمئة، وفي المقابل ازداد الطلب على المنتجات الألمانية في الجزائر وصل إلى ما يقارب 25 في المائة، وجاء ذلك بسبب ازدياد نشاط الشركات الألمانية العاملة في الجزائر. أما فيما يخص المبادلات التجارية فإن صادرات الجزائر نحو ألمانيا واغلبها من المحروقات تقدّر بمليار أورو، في حين تبلغ وارداتها أكثر من 1.3مليار أورو ، مكونة أساسا من تجهيزات الصناعة الميكانيكية.