شرعت مستشارة الجمهورية الفيدرالية الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس، في زيارة رسمية للجزائر تنتهي اليوم وفي أجندتها ملفات سياسية واقتصادية وأمنية ستناقش مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تعكس الاهتمام الألماني بوجهة الجزائر والانفتاح عليها في كل المجالات دون التركيز عن جانب وإهمال آخر. حيث نقل عن أوساط دبلوماسية ألمانية أن التزام الحكومة بتوطيد علاقتها مع الجزائر مرده اعتبار الجزائر أهم محور سياسي في جنوب المتوسط. نقلت مصادر إعلامية ألمانية أمس أن زيارة المستشارة أنجيلا ميركل للجزائر والتي انطلقت أمس تخصص لملفات سياسية اقتصادية وعسكرية، وأن محادثاتها مع المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم عبد العزيز بوتفليقة لن تقتصر على الملف الطاقوي مثلما روج له مؤخرا، حيث نقل عن دبلوماسيين ألمان أن حكومة بلدهم قررت الانفتاح على الجزائر في كل المجالات وتعميق الاتصالات معها من باب اعتبارها أهم محور سياسي من الضفة الجنوبية للمتوسط وسوق اقتصادية واعدة وطرفا في "مسار برشلونة-الاتحاد من أجل المتوسط"، حيث أن "ألمانيا لا تختار وجهتها عبثا ولكن الامر يدرس بشكل جدي". ونقلت نفس المصادر أن ميركل تعتزم ترشيح المجموعة الصناعية المتخصصة في الصناعات الجوية والفضائية "إي أي دي أس" للفوز بصفقة قيمتها مليار دولار تتعلق بالمراقبة الالكترونية للحدود كانت الجزائر قد أطلقت مناقصة بشأنها في 2007، واندلاع تنافس حاد بين خمس شركات دولية وهي "تالس يس اس للاتصال والخدمات" الفرنسية والشركة الايطالية" سيلاكس" و"أندرا الكاتيل" الاسبانية، بالإضافة الى شركة "ريتون" الأمريكية و" إي أي دي أس" الألمانية وهي مجموعة صناعية تحتل المرتبة الأولى أوروبيا. وتضاف الى الصفقة المذكورة الصفقة المتعلقة بتحديث البحرية الجزائرية وتزويدها بفرقاطات حمولتها 4000 طن قيمتها أيضا تتعدى المليار دولار، حيث تسعى أنجيلا ميركل الى افتكاك الصفقة للصناع الألمان وبيع الجزائر فرقاطات من نوع " بريمن" على حساب "فريم " الفرنسية و"اف 100 " الاسبانية و ب"ب ت 23 " البريطانية. ونفت ذات المصادر أن تكون زيارة ميركل "طاقوية" بحثة رغم أن ألمانيا تسعى الى تنويع مصادر الطاقة بشكل أكبر لضمان أمنها في هذا المجال، حيث تعتمد حاليا على 40 بالمائة من الغاز الروسي، فيما تحتل الجزائر المرتبة السادسة كأهم ممون لألمانيا بالنفط الخام. وتحتل المركز الرابع عالميا من حيث إنتاج الغاز الطبيعي، وأهم مورد للغاز لكثير من دول جنوب أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا. الزيارة التي ينتظر منها توقيع عقود اقتصادية لفائدة شركات ألمانية، حيث يرافق "ميركل" 13 رجل أعمال من قطاعات مختلفة، يحضر لاستفادتهم من عرض خوصصة المؤسسات العمومية الذي تباشرها الجزائر منذ سنوات بالنظر الى خبرة الألمان في الخوصصة. ولخصت أوساط دبلوماسية ألمانية بأن التزام الحكومة بعلاقة أمتن مع الجزائر سيجسد من خلال دخول شركات ألمانية أخرى الى الجزائر لتدعم حضور مثيلاتها الذي تجاوز عدده ال 140 شركة بعد أن كان لا يتعدى رقم 43 ، ويتنوع نشاط هذه الشركات بين النقل والسياحة والبناء والصناعات الكيماوية والبتروكيماوية والتكنولوجية. وتشير آخر الإحصائيات الى أن ألمانيا تحتل المرتبة الخامسة في قائمة الدول المصدرة للجزائر بما قيمته مليار و800 مليون دولار، وعرفت النسبة ارتفاعا في الثلاثي الاول من السنة الجارية ب 40 بالمائة. زيارة أنجيلا ميركل للجزائر، الأولى من نوعها، لن تخصص لملف على حساب آخر، حيث وضعت في الأجندة مناقشة ملفات التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية خلال لقائها مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بالإضافة الى قضية النزاع في الصحراء الغربية وملف وضعية المسيحيين، حسبما نقلته مصادر حكومية ألمانية.