قالت منظمة العفو الدولية إسرائيل ألحقت ''دمارا عن قصد'' بقطاع غزة في هجماتها التي غالبا ما استهدفت مدنيين فلسطينيين خلال الهجوم الذي وقع في ديسمبر وجانفي في القطاع الساحلي. كما انتقدت المنظمة التي مقرها لندن في تقرير مؤلف من 117 صفحة تناول العملية العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 22 يوما، ووصفت ذلك بأنه ''جريمة حرب». ومن بين النتائج الأخرى التي توصلت إليها منظمة العفو أنه لا يوجد دليل يدعم مزاعم إسرائيل بأن الجماعات المسلحة في غزة تعمدت استخدام المدنيين كدروع بشرية بينما أشارت إلى أدلة على أن القوات الإسرائيلية وضعت الأطفال الفلسطينيين وغيرهم من المدنيين في طريق الأذى حينما أجبرتهم على البقاء في منازل يسيطر عليها الجنود الإسرائيليون. وقالت منظمة العفو الدولية إن نحو 1400 فلسطيني قتلوا في عملية ''الرصاص المصبوب'' التي شنتها إسرائيل في غزة ومنهم 300 طفل ومئات المدنيين الأبرياء. وهو رقم يقترب كثيرا من الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وهو جهة مستقلة. بينما قال الجيش الإسرائيلي إن عدد القتلى الفلسطينيين بلغ 1166 منهم 295 مدنيا، كما قتل 13 إسرائيليا منهم ثلاثة مدنيين خلال الهجوم الذي شنته إسرائيل بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود. واتهمت منظمة العفو إسرائيل ''بخرق قوانين الحرب'' وقالت ''كثير من التدمير كان مقصودا ومتعمدا.. ونفذ بصورة وفي ظروف أشارت إلى أنه لا يمكن تبريره على أساس ضرورات عسكرية''. ورفضت إسرائيل الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، وتوصل تحقيق عسكري إسرائيلي إلى أنه لا يوجد دليل على وقوع جرائم، ورفضت إسرائيل التعاون مع تحقيق للأمم المتحدة يعمل الآن على جمع الأدلة. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن المحققين منحازون ضد إسرائيل منذ البداية. وقالت منظمة العفو إنه على الرغم من أن الصواريخ التي أطلقها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة نادرا ما أدت لسقوط قتلى أو مصابين فإنها كثيرا ما تنشر الرعب والذعر وإن استخدامها كان ''عشوائيا وبالتالي فهو غير قانوني في ظل القانون الدولي''.كما اتهمت منظمة العفو حماس وغيرها من الجماعات المسلحة بتعريض حياة المدنيين الفلسطينيين في غزة للخطر من خلال إطلاق الصواريخ ووضع معدات عسكرية بالقرب من المنازل. ولكن التقرير نفى المزاعم الإسرائيلية بأن حماس استخدمت المدنيين الفلسطينيين ''دروعا بشرية''. وقالت العفو الدولية إنها لم تجد دليلا يفيد بأن ''حماس أو أي جماعات مسلحة أخرى أجبرت الأهالي على البقاء في مبان يستخدمها المقاتلون أو أن المقاتلين منعوا الأهالي من مغادرة المنازل أو المناطق التي يسيطر عليها المقاومة ''. ولكن التقرير قال إنه في عدة حالات استخدم الجنود الإسرائيليون المدنيين الفلسطينيين ومنهم الأطفال ''دروعا بشرية مما عرض حياتهم للخطر من خلال إجبارهم على البقاء بداخل المنازل التي تستخدم كمواقع عسكرية''.