رغم إقرار اقر الرئيس الأميركي باراك اوباما بان الولاياتالمتحدةوروسيا ''ليستا متفقتين على كل شيء'' وذلك أثناء لقاء مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، إلا ان الرئيس الأمريكي اتفق ، ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف، بموسكو، على مواجهة حركة طالبان الأفغانية، والتصدي للمد الإسلامي. وقال الرئيس الأمريكي لرئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين إنه يرى إمكانية إقامة العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا على أساس وطيد قبل أن يضيف إنه لا يستبعد إمكانية عدم الاتفاق على كل شيء لحل جميع المشاكل القائمة بين الدولتين، وأكد أوباما مع ذلك على ضرورة مناقشة جميع الأمور التي تهم الشعبين الأمريكي والروسي. واستقبل بوتين أوباما في مقر إقامته ''نوفو-اوغاريوفو'' قرب موسكو. وأضاف أوباما أنه يعرف أن بوتين أنجز عملا رائعا لصالح الشعب الروسي حينما كان رئيسا للدولة الروسية ويواصل هذا العمل الآن وهو في منصب رئيس الحكومة. من جانب آخر وقع أوباما ومدفيديف اتفاقًا بشأن الحد من التسليح النووي، والسماح للولايات المتحدة باستخدام المجال الجوي الروسي في حربها ضد أفغانستان، وذلك خلال زيارة أوباما الأولى لروسيا. ويسمح الاتفاق للولايات المتحدة باستخدام المجال الجوي الروسي لإرسال الجنود والأسلحة والذخيرة وقطع الغيار والآليات (بما فيها العربات المصفحة) بواقع 4500 رحلة سنويًا بدون دفع نفقات ملاحية وبدون التوقف على الأراضي الروسية. وأوضح مسؤول في الإدارة الأمريكية، أن من شأن هذا الاتفاق أن يوفر على الحكومة الأمريكية 133 مليون دولار سنويًا، إضافةً إلى الوقت الثمين الذي يستغرقه نقل الجنود والعتاد، وأضاف أن الولاياتالمتحدة تنوي استخدام هذه الطرق الجديدة لنقل تقريبًا كل الجنود الأمريكيين المتوجهين إلى أفغانستان أو المغادرين لها. وصرح المسؤول الأمريكي بأن الاتفاق يتطلب تصديق البرلمان الروسي ليدخل حيز التنفيذ بعد 60 يومًا من توقيعه، وأنه ساري المفعول لمدة سنة تجدد تلقائيًا بشرط موافقة الجانبين على ذلك. هذا، وكانت روسيا قد سمحت بمرور المعدات الأمريكية غير العسكرية إلى قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر أراضيها بموجب اتفاق عقد في أفريل .2008 وتأتي الإمدادات لقوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان، حاليًا، من باكستان عبر ممر خيبر إلا أن القوافل الأمريكية والأطلسية تتعرض بانتظام لهجمات على هذا الطريق. ومن جانبه، كشف البيت الأبيض أن زيادة فتح المجال الجوي الروسي تضاف إلى الدعم ''القوي بالفعل'' الذي قدمته موسكو لواشنطن بشأن الملف الأفغاني، مشيرًا إلى أن روسيا ''عضو مهم'' في التحالف الدولي الداعم لحرب أفغانستان، يشار إلى أن النجاح في أفغانستان يمثل أهمية كبرى للرئيس أوباما الذي أعلن أن أفغانستان محور حرب بلاده على ''الإرهاب'' بعدما صب الرئيس بوش اهتمامه على العراق، ولا تجد روسيا مصلحةً لها في أي انسحاب أمريكي مبكر من أفغانستان، حيث يشير رئيس تحرير مجلة ''روسيا ان جلوبل افيرز'' فيودور لوكيانوف إلى أن ''هناك إجماع في روسيا على أن العملية الأمريكية في أفغانستان خاسرة مسبقًا، إلا أن بقاء الأمريكيين في أفغانستان يبعد الخطر عن حدودنا''، في إشارة إلى المد الإسلامي. وأكد المراقبون على أن موسكو ترغب في وقف المد الإسلامي في آسيا الوسطى، وأشاروا إلى أن خوف روسيا الكبير يكمن في إمكانية تقدم طالبان من حدودها ومن آسيا الوسطى، حيث تمتلك مصالح مهمة من الإنشاءات العسكرية إلى الاحتياطي الضخم من النفط في المنطقة.