أكد البيت الأبيض أن قضية شبكة التجسس التي تعمل لحساب روسيا في الولاياتالمتحدة لن يكون لها أي عواقب على إعادة انطلاق العلاقات مع الكرملين التي بدأها الرئيس باراك أوباما قبل 18 شهرا. وحرصت كل من اشنطن وموسكو على تهدئة الاجواء والتاكيد بان قضية التجسس التي تم الكشف عليها لن تعكر صفو الاجواء التي تشهد تحسنا منذ عام ونصف بين البلدين. واقرت روسيا بوجود مواطنين روس بين المتهمين العشرة بالتجسس الذين تم توقيفهم مساء الاحد الماضي في الولاياتالمتحدة، لكنها نفت انهم يعملون لضرب المصالح الاميركية، في بيان نشرته وزارة الخارجية الروسية. وقالت وزارة الخارجية الروسية بخصوص الاتهامات التي وجهتها الولاياتالمتحدة الى مجموعة من الاشخاص تشتبه بقيامهم بالتجسس لصالح روسيا، نؤكد ان ذلك يتعلق بمواطنين روس تواجدوا على الاراضي الاميركية في اوقات مختلفة. واضافت انهم لم يقوموا باي عمل موجه ضد مصالح الولاياتالمتحدة. وعبر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن امله الا تلحق هذه القضية الضرر بالعلاقات بين البلدين. وقال بوتين موجها كلامه الى الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الذي يزور موسكو لقد بالغت الشرطة بتصرفاتها عندكم. الناس يوضعون في السجون. وتابع بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي، نأمل الا يلحق هذا الامر الضرر بكل الايجابيات التي تراكمت في الاونة الاخيرة. كما نأمل كثيرا بان يفهم ذلك الاشخاص الذين يحرصون على العلاقات الجيدة بين البلدين. وفي واشنطن، اكد المتحدث باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس حققنا تقدما كبيرا منذ عام ونصف. لا اعتقد ان هذه المسألة سوف تؤثر على علاقاتنا. واقر بان اوباما كان على علم بهذه القضية التي ادت الى توقيف جواسيس مفترضين لحساب روسيا عندما استقبل بحفاوة نظيره الروسي ديمتري مدفيديف الاسبوع الماضي في البيت الابيض. وردا على سؤال عما اذا كان اوباما تطرق الى الموضوع مع مدفيديف في هذه المناسبة، اجاب غيبس بالنفي اثناء تصريحه الصحافي اليومي. ومن ناحيته، قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية فيل غوردون انه ينبغي النظر الى القضية في اطار اعادة الانطلاق التي ارادها الرئيس الاميركي باراك اوباما. واضاف لدينا الشعور باننا احرزنا تقدما كبيرا منذ ان بدانا العمل على هذه العلاقة المختلفة مع روسيا على الرغم من الاختلافات. وتابع يقول اننا نتجه نحو علاقة اكثر ثقة، لقد تجاوزنا الحرب الباردة، وتدل تقاريرنا على ذلك تماما، لكني لا اعتقد ان احدا اصيب بصدمة لدى معرفته ان بعض اثار الوسائل القديمة للحصول على معلومات لا تزال قائمة. وعلق الدبلوماسي ايضا بالقول كنا نود ان نصل الى نقطة تكون فيها الثقة والتعاون بين الولاياتالمتحدةوروسيا عند مستوى لا يدعو احدا الى الاعتقاد ان عليه اللجوء الى الاستخبارات للحصول على امور لا يمكنه الوصول اليها بطريقة اخرى. ويبدو اننا لم نصل الى ذلك المستوى بعد. وابلغت الادارة الاميركية الحكومة الروسية بمسألة الاعتقالات، حسب ما اعلن غوردون دوغيد، المتحدث الاخر باسم وزارة الخارجية. وقال لا انوي الدخول في تفاصيل ما قمنا به مع موسكو موضحا فقط ان اي دبلوماسي روسي لم يستدع الى وزارة الخارجية. وردا على سؤال حول الوقت الذي اختير للقيام بهذه الاعتقالات، قال فيل غوردون ان وزارة العدل الاميركية التي تشرف على التحقيق لها اجندتها الخاصة المختلفة عن اجندة الدبلوماسية. وكانت السلطات الاميركية اعلنت الاثنين عن حملة اعتقالات شملت عشرة اشخاص متهمين بالتجسس لحساب روسيا في الولاياتالمتحدة. واعلنت الشرطة القبرصية الثلاثاء توقيف رجل آخر ملاحق في اطار هذه القضية هو كندي يدعى كريستوفر روبرت متسوس (54 عاما). وافرج عنه لقاء كفالة بانتظار تسليمه. ولم تتضح بعد اهميةالمعلومات التي جمعتها الشبكة التي كانت ناشطة على ما يبدو منذ عشرين عاما. وقد مثل خمسة من الموقوفين العشرة في الولاياتالمتحدة الاثنين في نيويورك امام قاض فدرالي امر بابقائهم قيد الاعتقال بصورة موقتة. ويشتبه بان الموقوفين ينتمون الى شبكة تجسس وبالنسبة لتسعة منهم بتبييض اموال. وهم يواجهون عقوبات بالسجن لمدد تتراوح بين 5 و25 سنة بحسب احد المحامين. واوضح القضاء الاميركي ان جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي قام بتدريب المشتبه بهم للانخراط في المجتمع بغية الحصول على معلومات والتسلل الى الدوائر السياسية الاميركية. واكتشاف هذه الشبكة جاء ثمرة عشر سنوات من التحقيق الذي قام به مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي). وعثر المحققون على ترسانة من وسائل الاتصالات مثل تقنية ترميز المعطيات في صور بثت بعد ذلك على مواقع انترنت او اذاعات ذات موجات قصيرة للاتصال مباشرة بموسكو. لكن ايا من المشتبه بهم لم ينجح في التسلل الى دوائر السلطة. وجاء في وثيقة المحققين ان مركز موسكو طلب من سنتيا مورفي في 2010 ان تعمل على الحصول على عمل يتيح لها الاحتكاك بمصادر في داخل الحكومة الاميركية (..) لكن مورفي كانت تخشى ان تسأل حول مسيرتها المهنية.