توج الملتقى الدولي حول ''المسرح الافريقي بين الاصالة والمعاصرة'' في ختام اشغاله، أول أمس، بالمعهد التكوين التكنولوجي والرياضي بمجموعة من التوصيات أهمها اقتراح انشاء صندوق افريقي يتكفل بجميع الأبحاث والاشكال التي لها علاقة بفنون العرض، وكذا تشجيع إفريقيا على الاضطلاع بمختلف أشكالها المسرحية التعبيرية وذلك بمراعاة تنوعاتها، وبحث الطرق والوسائل الكفيلة بحماية التراث السردي من خلال الحكواتي ''القوال'' باعتبارهما يمثلان التراث الشعبي الافريقي. كما اكد المشاركون اهمية إنشاء مركز إفريقي للبحث من شأنه دراسة وحفظ التراث الثقافي الافريقي، وإنشاء جائزة لأحسن عمل مسرحي إفريقي وتبادل الفرق المسرحية بين مختلف دول القارة السمراء . وقد شكل موضوع ''القناع والمريونات بين الوظيفة الدرامية والجمالية ''محور اخر ايام الملتقى العلمي الذي دام ثلاثة ايام وتقاربت آراء المحاضرين حول أن ''القنع يعتبر موروث افريقي بوصفه وسيلة تعبيرية في المسرح الإفريقي. وفي هذا الصدد اوضحت الاستاذة نوال طامر من الجزائر في مداخلتها ''القناع في المسرح الجزائري قراءات ومقارنات انتربولوجية'' أن جذور القناع في المسرح الجزائري قديمة وتعود إلى الفترة النوميدية، مبرزة كيفية انتقال القناع من العبادة إلى التمثيل الركحي، واعتبرت أنه جانب من الذاكرة الجماعية الذي يجب الحفاظ عليه والبحث فيه من طرف المختصين. اما جورج مبوسي من كونغوبرزافيل أبرز من خلال مداخلته ''القناع كأداة حوار مسرحية'' ان القناع هو أساس استمرار المسرح باعتباره صورة لعالم الأحياء والأموات والعالم الخفي والظاهر واداة وصل بيننا وبين اسلافنا، كما أكد أن مسرحية القناع كلغة تعبيرية هي تراث الإنسانية والقارة الإفريقية يستطيع من خلالها الافريقي التعبير عن مشاعره. من جهته تطرق الدكتور كمال الدين عيد من مصر إلى الوظيفة الجمالية والدرامية لمسرح العرائس، حيث أكد أن هذا النوع من المسرح ليس مسرح مناسباتي بل هو مسرح تربوي تثقيفي خاص بالأطفال ''علينا الالتزام بعرضه على مدار السنة، لانه قادر على تنمية القدرات الفكرية والتربوية وتقوية الحس الجمالي لدى الناشئة. وركز الدكتور منقور عبد الجليل من الجزائر في مداخلته ''مسرح العرائس في إفريقيا على الاشكال والدلالات واداء القناع التقليدي الافريقي واستعرض الاستاذ سلاكا صانو من بوركينفاسو تاريخ مسرح العرائس. للتذكير شارك في هذا الملتقى العلمي الذي دام ثلاثة أيام ثمانية بلدان وهي الجزائر وساحل العاج والسودان والكاميرون وليبيا وكونغو برازافيل ومصر وبوركينافاسو.