أدى وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى البيت الأبيض والوساطة التي يقوم بها الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية كريستوفر روس إلى تحريك الأمور الخاصة بالنزاع الصحراوي الذي يوجد في المأزق منذ أكثر من 30 سنة حسب ما كتبته بداية الأسبوع اليومية الاسبانية ''أ بي سي''. وذكرت الصحيفة في افتتاحية بعنوان ''الولايات المتحدة تضع حدا للموقف المؤيد للمغرب في المفاوضات حول الصحراء الغربية أن روس الذي يحظى بوزن دبلوماسي كبير'' مقارنة بسابقه الهولندي بيتر فان فالسوم قد قام بجولتين في المنطقة حدد على إثرهما لقاء غير رسمي بفيينا في نهاية شهر جويلية الجاري وذلك من اجل إعادة إحياء جولات المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو. وأوضحت الصحفية نقلا عن مصادر من البيت الأبيض أن ''الرئيس أوباما يدعم الجهود الجارية التي يقوم بها روس من أجل إيجاد حل سلمي ودائم ومقبول من الطرفين في إطار الأممالمتحدة'' وهو التأكيد الذي ''أدى إلى تعزيز آمال جبهة البوليزاريو التي من شان شعار +ياس وي كان+ (نعم نستطيع) للرئيس الأمريكي أن يطبق كذلك في الصحراء الغربية''. وترى صحيفة ''ا بي سي'' في ذلك تغيرا في السياسة الأمريكية تجاه المسألة الصحراوية مشيرة في هذا الصدد إلى مصدر دبلوماسي غربي مختص في نزاع الصحراء الغربية الذي يؤكد هذا التغيير. وأضاف ''أن الدليل الجلي على هذا التغيير بالنسبة لي هو انه لا روس ولا السفيرة الأمريكية سوزان رايس قد ساندوا في الأممالمتحدة بشكل واضح مخطط ''الحكم الذاتي'' الذي ينادي به المغرب كما كان عليه الأمر مع إدارة بوش''. كما تابعت الصحيفة نقلا عن ذات المصدر ''أن عدم مساندة المغرب يعد إشارة هامة''. وأضافت نقلا عن ممثل جبهة البوليزاريو في الأممالمتحدة أحمد بوخاري أن إدارة أوباما ''قد توقفت عن الدعم الآلي'' الموروث عن الحكومات الأمريكية السابقة وهو ''الدعم الآلي الذي كان ينتظر منه دعم واشنطن للمقترح المغربي المتعلق ''بالحكم الذاتي'' خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد في شهر أفريل المنصرم''. وتابع بوخاري أن ''السفيرة الأمريكيةالجديدة لدى الأممالمتحدة السيدة سوزان رايس لم تشر إلى أي دعم واضح للمخطط المغربي عكس الممارسة التي اعتاد عليها من سبقها في المنصب تحت إدارة بوش. وأوضح المسؤول الصحراوي ''أن هذا العنصر هو الأهم والذي يمكن أن نفسره كمراجعة للسياسة الأمريكية تجاه القضية الصحراوية كما يمكن تفسير هذا الصمت بمثابة رفض لمواصلة السياسة التي كان ينتهجها الرئيس الأسبق جورج بوش''. وفي هذا الصدد أعرب بوخاري عن أمله أن ''يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإشراك هيئة الأممالمتحدة في إيجاد حل للصراع على أساس الشرعية الدولية و مخطط التسوية وإنجازات المبعوث الأممي السابق للصحراء الغربية جامس بيكر''. كما ذكرت اليومية الإسبانية أن الرسالة التي بعث بها الرئيس أوباما إلى ملك المغرب لا تشير قط إلى الاقتراح المغربي الخاص ب''الحكم الذاتي'' بالصحراء الغربية مما ولد حالة ''استنفار لدى المفاوضين المغاربة''. وفي مقال لنفس الجريدة بعنوان ''باراك أوباما والصحراء الغربية'' تطرق القانوني كارلوس رويز ميجال بالتفصيل إلى أصل الصراع الصحراوي ومختلف اللاوائح الأممية التي تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإلى مخطط بيكر المدعم من طرف مجلس الأمن الدولي وكذا الى التغير الذي طرأ على السياسة الأمريكية بخصوص هذا الصراع. وكتب صاحب المقال ''لقد تقلد الرئيس أوباما الحكم للتخفيف من التوترات ووضع حد للتجاوزات المسجلة في فترة حكم الرئيس جورج بوش'' مشيرا إلى أن ''اقتراح الرئيس أوباما يراهن على الشرعية الدولية كوسيلة لحل الأزمات''. وأضافت جريدة ''أ.بي.سي'' أن ''قضية الصحراء الغربية التي لم تكن تشكل أولوية للولايات المتحدةالأمريكية أصبحت اليوم حجر أساس سياسة خارجية مبنية على هذا النهج''. وأردفت الجريدة الإسبانية تقول ''ليس من الصدفة أن يقدم الرئيس أوباما على وضع حد للدعم الذي كان يحظى به المقترح المغربي الخاص بالحكم الذاتي'' مؤكدا أن ''هذا المقترح الذي ينكر على الشعب الصحراوي حقه في ممارسة تقرير مصيره لا يعد انتهاكا للقانون الدولي فحسب بل ويتنافى مع الديمقراطية ويعد غير أخلاقي''.