تحاشى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقتراح"الحكم الذاتي"الذي يريد المغرب فرضه كحل لنزاع الصحراء الغربية ، وترى الدبلوماسية الاسبانية تشابه الأفكار بين المبعوث الأممي الجديد كريستوفر روس والمبعوث الأسبق جيمس بيكر. أشارت جريدة "الباييس" الاسبانية أول أمس أن "أوباما قد نسي في رسالته إلى ملك المغرب استحسان الاقتراح المغربي حول "الحكم الذاتي" بالصحراء الغربية عكس سلفه جورج بوش في رسائله الموجهة إلى العاهل المغربي خلال السنوات الأخيرة. كما ذكرت الصحيفة أيضا بأنه عقب مصادقة مجلس الأمن الأمي في أفريل الماضي على لائحته الأخيرة حول الصحراء الغربية "لم تتطرق السفيرة الأمريكية سوزان رايس إلى الاقتراح المغربي". و ترى نفس الصحيفة أنه إذا كانت رسالة أوباما "قد أربكت" السلطات المغربية فإنها في المقابل أثارت أيضا "بعض التفاؤل" في صفوف جبهة البوليساريو التي ترفض قطعيا هذا المقترح. من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة التي أشارت إلى "انشغال" الصحافة المغربية إزاء هذه المبادرة الأولى للرئيس أوباما بمنطقة المغرب العربي بأن الملك محمد السادس "لم يستقبل كريستوفر روس بحجة أنه كان يوجد بوجدة و أن المسؤول الأممي لم يتمكن من التحادث مع الوزير الأول المغربي". و استنادا إلى ذات الجريدة فان "الدبلوماسية الاسبانية ترى أن رسالة الرئيس الأمريكي تعني على الأقل أن أوباما يريد ترك منظمة الأممالمتحدة تعمل دون أن يحدد لها الطريق الذي يجب أن تسلكه أو أنه حسب الافتراضات الأكثر جرأة يريد تحاشي الاقتراح المغربي حول "الحكم الذاتي" في الوقت الذي يجري فيه البحث عن حل للنزاع". من جهة أخرى أشارت الصحيفة استنادا إلى دبلوماسي اسباني أن الاقتراح المتعلق بتسوية النزاع الذي سيطرحه روس على الطاولة "لم يحدد بعد" غير أنها "ترتئي أفكارا شبيهة بتلك التي جاء بها جيمس بيكر" كاتب الدولة الأمريكي الأسبق والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء الغريبة. و للإشارة فان الاجتماع غير الرسمي بين جبهة البوليساريو و المغرب المقرر نهاية الشهر الجاري بفيينا سيجري في شكل آخر حيث يحضره ممثلان عن كل طرف حسب جريدة البايس استنادا الي مصادر دبلوماسية. وفي تصريحات رجل القانون الاسباني كارلوس رويز ميغل حسب وكالة الأنباء الجزائرية نهاية الأسبوع الفارط أن الرئيس الأمريكي أوباما "يمارس حاليا ضغوطات" على المغرب لحمله على قبول "حل للنزاع في الصحراء الغربية يتماشى و الشرعية الدولية". وتابع رويز ميغيل قوله إن "الرسالة التي وجهها الرئيس أوباما مؤخرا الي العاهل المغربي لا تشير إلى أي دعم أمريكي للاقتراح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية بل تطلب منه مساندة مساعي المبعوث الخاص إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس". و أكد رجل القانون الاسباني يقول "يبدو واضحا بالنسبة لي أن الولاياتالمتحدة و روس لا يساندان الاقتراح المغربي الذي يقضي بمنح "حكم ذاتي واسع" للشعب الصحراوي و يبدو أننا نتجه نحو صيغة مصححة لمخطط بيكر الذي لا يزال واردا لإيجاد حل عادل و دائم للنزاع".