كل المنغصات تجمعت وتحافلت لتعكر صفو حياة القاطنين بحي الوئام 592 مسكن ببلدية بئر الجير بوهران، الذين استصرخوا السلطات المحلية؛ قصد التدخل العاجل لإيجاد حل نهائي للجحيم الذي أضحوا يكابدونه بسبب الكارثة البيئية الناجمة عن انفجار قنوات الصرف الصحي التي أغرقت حيهم في المياه القذرة مشكلة بحيرة كبيرة حاصرت المنازل من كل صوب وحدب. كارثة بيئية بكل المقاييس يعيش في كنفها سكان الحي المذكور، الذين صبّوا جام غضبهم على مسؤولي بلدية بئر الجير التي لم تتدخل لحد الساعة لإصلاح قنوات الصرف الصحي المهترئة، التي لاتزال تتسرب منها المياه القذرة، فعلى الرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقها السكان، إلا أن مسؤولي ذات البلدية لم يأبهوا لمعاناتهم اليومية التي ازدادت تفاقما وباتت تنذر بكارثة بيئية وشيكة، خصوصا 140 عائلة التي تقطن بمحاذاة البحيرة التي تجمعت بها المياه القذرة نتيجة أخطاء الإنجاز التي ارتكبت من قبل الشركة التي أسندت لها مهمة تشييد هذا الحي، حيث لم تقم بتثبيت قنوات الصرف الصحي وفق المقاييس المعمول بها في عملية البناء، مع العلم أن مسلسل هذه المعاناة امتدت فصوله على مدى 3 سنوات. الداخل إلى حي الوئام يصاب بحالة من الذهول أمام مشاهد الفوضى العارمة وتلك الأكوام من الأتربة والقمامة المتناثرة هنا وهناك، والتي رسمت ديكورا قاتما على جنبات البنايات، فأقل ما يقال عن وضعية قاطني هذا ''المعتقل'' إنهم يعيشون في ''جحيم حقيقي على الأرض''، ترجمه غياب التهيئة العمرانية كالطرق المعبدة والأرصفة، إذ بمجرد سقوط الزخّات الأولى من الأمطار حتى تجد الحي يسبح في البرك والمستنقعات، لكن الطامة الكبرى عندما تختلط السيول الناجمة عن الأمطار بمياه الصرف الصحي الراكدة في البحيرة، هنا يصبح الولوج إلى المنازل من المستحيلات السبع. وما حز في نفس أحد ممثلي الحي، هي المخاطر الصحية التي أضحت تتربص بهم، جراء الروائح الكريهة النتنة التي تزكم الأنوف المنبعثة من ''بحيرة المياه القذرة''، إذ أصيب الكثير من الأطفال بأمراض مستعصية كالحساسية وضيق التنفس...، وأمام هذه الوضعية المزرية لم تجد بعض العائلات من حل سوى عرض شققها للبيع والفرار بجلدها من هذا الجحيم، وعلى هذا الأساس طالب سكان حي 592 الوئام مسؤولي بلدية بئر الجير بالتدخل من أجل إصلاح قنوات الصرف الصحي وردم ''بحيرة المياه القذرة'' التي نغصت حياتهم.