طالب سكان '' حي الأمل 300 مسكن '' ببلدية عين الكرمة بوهران، السلطات المحلية، بضرورة الالتفات إلى الوضعية المأساوية التي أضحوا يعيشون في كنفها؛ جراء انعدام شروط العيش الإنسانية، وفي مقدمتها الماء، والكهرباء... وقد ناشد سكان الحي المذكور، المسؤولين المحليين التدخل العاجل لأنسنة ظروف العيش بحيّهم، الذي تجمّعت فيه كل منغصات الحياة. الداخل إلى '' حي الأمل '' يصاب بحالة من الذهول، أمام تلك الأكواخ القصديرية التي اتّخذها بعض السكان الوافدين من بعض الولايات التي اكتوت بجحيم الإرهاب مأوى لهم، فهي لا تتوفر حتى على أبسط ضروريات الحياة، ناهيك عن أكوام الأوساخ التي حاصرت الأكواخ من كل صوب وحدب، وتلك المجاري من المياه القذرة التي تحبس رائحتها النتنة الأنفاس، وفي هذا الصدد ذكر سكان الحي بأن قنوات الصرف الصحي منعدمة، الأمر الذي دفع بكثير منهم إلى حفر خنادق وحُفر تحت الأرض، هذه الوضعية المأساوية تسببت في الإصابة بأمراض فتاكة اندثرت منذ زمن بعيد، لكنها عادت في الألفية الثالثة بسبب الوضعية البيئية الكارثية التي تتخبط فيها مثل هذه الأحياء الفقيرة. أما فيما يخص التزود بالمياه الصالحة للشرب، ذكر السكان في الرسالة التي وجهوها للسلطات المحلية، أن المشكل مطروح منذ أكثر من 11 سنة، وطيلة هذه المدة وإلى يومنا هذا هم يعتمدون على الصهاريج المنقولة بواسطة الجرارات التي أفرغت جيوبهم وفتكت بصحتهم. الكهرباء هي الأخرى مفقودة '' بحي الأمل '' الذي تغشاه الظلمة الدامسة كلما حل الليل، جراء الانقطاعات المتكررة لهذه الطاقة الحيوية، الناتجة عن الربط العشوائي للكهرباء من أعمدة الإنارة، هذا الوضع السوداوي استغلته بعض عصابات الأشرار المدججة بالأسلحة البيضاء، التي وجدت الفرصة سانحة لتنفيذ اعتداءاتها، بالسطو على المنازل والاعتداء على الأشخاص وتجريدهم من ممتلكاتهم، وباختصار بات هاجس الخوف يطارد السكان الذين لم يصبحوا في مأمن لا داخل بيوتهم ولا خارجها، ضف إلى ذلك مشكل النقل الذي جعل حي '' الأمل '' معزولا عن عاصمة الولاية، وكذا الغاز الطبيعي الذي لا يزال حلما يراود السكان رغم مرور الأنبوب ببضع كيلومترات عن مقر سكناهم.