تختلف مائدة رمضان في طرابلس عنها في سائر الأنحاء كما أنها تتمتع بشهرة كبيرة في البلدان المجاورة لما تقدمه من ألوان الطعام الشهية، فبالإضافة إلى الطعام الرئيسي تكاد لا تخلو مائدة الإفطار من أنواع معينة كالكبة النية والفتوش والتبولة والحمص بطحينة والشوربة، أما الحلويات فأكثرها من صنع البيت كالعوامة والقطايف وأصابع زينب والأرز بحليب وكشك الفقراء، ومنذ القدم وحتى اليوم لا تستطيع إلا ان تصف طرابلس بمدينة مهجورة عند صلاة المغرب حيث قلما تجد شخصا في الشارع في هذا الوقت أما بعد الإفطار فتعود الحركة وتمتلئ الشوارع بالمارة. مازالت بعض الأحياء القديمة في لبنان تشهد سيمفونية اسمها المسحراتي بعباراته المتناسقة مع ضرباته على الطبلة وهوينادي على أم حسن وأبوحسين بان يصحوا من النوم لتناول طعام السحور فلا يتخيل سكان هذه الأحياء ان يحل رمضان ولا يحل معه المسحراتي مهما بلغ المجتمع من رقي أو تحضر. وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر.. ويطوف أحد أفراد البيت - وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف - بمبخرة على الحاضرين. وبعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع رجالاً ونساءً نحو المساجد لأداء صلاة التراويح .