استطاعت السيدة ''حميدة كتاب'' اقتحام عالم العمل الخيري في الجزائر من بابه الواسع وتمكنت بفعل نشاطها الدءوب في هذا المجال من تخفيف ألام الكثير من فئات المجتمع خاصة فئة المصابين بأمراض السرطان حيث تترأس السيدة كتاب جمعية دار الأمل لمساعدة مرضى السرطان الكائن مقرها بالجزائر العاصمة وتحتضن هذه الدار عددا من المصابين بالسرطان والذين يقطنون في الغالب في مناطق داخلية بعيدة جدا عن العاصمة ولا تسمح لهم ظروفهم المادية من التنقل باستمرار بين منازلهم ومراكز العلاج التي تتواجد جميعها في الجزائر العاصمة وحول واقع العمل الخيري في الجزائر كان لنا حوار مع السيدة كتاب. كيف جاءتك فكرة انضمامك الى ميدان العمل الخيري؟ كان تواجدي في مجال العمل الخيري في الجزائر نتاج صدفة كنت قبل ذلك بعيدة جدا عن هذا المجال وقد شدتني فكرة العمل في النشاطات الخيرية بعد تعرفي على طفلة صغيرة مصابة بالسرطان كانت متواجدة رفقة والدتها بمصلحة بيار وماري كوري لعلاج السرطان بعد هذه الطفلة عن بيتها حيث كانت قادمة من ولاية بجاية والآلام التي كانت تعاني منها جعلني اقصد دار الأمل علني أجد من يمد لها العون ولاحظت خلال تواجدي في الدار نتائج المساعدة التي كانت الجمعية تقدمها لجميع المرضى دون استثناء وأثرها البالغ في تحسين حالتهم النفسية فقررت الانضمام الى الجمعية سنة 1997 حيث تدرجت في المناصب الى ان بلغت منصب الرئيسة حاليا كيف ترين واقع العمل الخيري في الجزائر؟ هناك العديد بل الآلاف من الجمعيات الخيرية على المستوى الوطني وشخصيا أرى أن العمل الخيري في الجزائر لا يزال في بداية الطريق وهو عمل خام يحتاج الى الكثير من التأطير والعمل المتواصل لبلوغ الأهداف المرجوة منه فوجود الجمعيات الخيرية داخل المجتمع أصبح أكثر من ضروري خاصة وان فئة كبيرة من المواطنين يجهلون حقوقهم وكيفية المطالبة بها لذلك فالجمعيات الخيرية تسعى جادة لتقديم الدعم لجميع فئات المجتمع التي تحتاج إليه دون استثناء. ما هي أكثر الفئات حاجة الى العمل الخيري ؟ أعتقد ان المرضى هم أكثر الفئات حاجة الى العمل الخيري والجمعيات الناشطة في هذا المجال تعرف جيدا ذلك فالمريض في الجزائر يحتاج الى من يمد له يد العون يخفف عنه جزءا من ألامه خاصة مرضى السرطان وبعض الأمراض الأخرى المزمنة التي يحتاج فيها المريض الى الدعم المادي والمعنوي معا كما ان ابتعاد مراكز العلاج وتواجدها كلها تقريبا في المدن الكبرى ضاعف من معاناة هذه الفئة التي يتطلب علاجها تنقلا إجباريا بين مدة وأخرى الى العاصمة مع ما يحدثه ذلك من متاعب نفسية ومادية للمريض وأهله. ماهي الطموحات التي تسعى الى تحقيقها السيدة كتاب؟ من المؤسف أن السرطان في الجزائر ينتشر بسرعة كبيرة جدا حيث يسجل سنويا 35الف حالة جديدة وهو رقم كبير يستوجب دق ناقوس الخطر كما أن أغلبية المرضى غير مؤمنين اجتماعيا وهنا يبرز دور الجمعيات التي يجب ان يكون هدفها الأول السعي الى إيجاد طرق كفيلة لحماية المريض وتوفير العلاج الضروري له والمطالبة بتأمينه اجتماعيا أما طموحاتي فتتمثل في السعي الى انجاز مخطط وطني لمكافحة مرض السرطان حيث يساهم هذا العمل في إيجاد الأسباب والحلول الكفيلة بوضع حد لانتشار هذا المرض داخل المجتمع والتخفيف من تبعاته التي تشكل عبئا كبيرا على الأسرة والمجتمع ككل.