أطلقت جمعية الأمل لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان، مجلة تحسيسية بهدف التعريف بمختلف أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان، التوعية بطرق الكشف والتشخيص الذاتي المبكر عن السرطان. فقد صدر العدد الأول من مجلة ''الأمل''، بداية الأسبوع الماضي، على أن يصدر العدد الثاني شهر جوان المقبل، بمشاركة أخصائيين وصحفيين. خصصت الجمعية في إطار عملها التحسيسي، مجلة فصلية تصدر باللغتين العربية والفرنسية يشرف على إعدادها طاقم من الأطباء المختصين والأكفاء، تطوعوا في سبيل تنوير القراء من المرضى وعائلاتهم، بآخر التطورات الطبية والتقنية في مجال علاج السرطان، فبعد 17 سنة كاملة من التعامل مع المرضى على المستوى الوطني، ارتأت الجمعية تدعيم نشاطاتها أكثر بتوجيه مجلتها هذه إلى الرأي العام. وأكدت رئيسة الجمعية السيدة كتاب حميدة، في افتتاحية العدد الأول لهذه المجلة، على الدور التوعوي الذي ستؤديه هذه المجلة، خاصة مع الوعي الذي بدأ يسري في الرأب العام وتحرك السلطات الصحية والتشريعية، على غرار المجلس الشعبي الوطني الذي عزم على الدفع بالمخطط الوطني للسرطان. ونوهت كتاب، في سياق افتتاحيتها ، بدور الإعلام الوطني الذي لا يمر يوم دون أن ينشر موضوعا خاصا بالسرطان سواء من الناحية العلمية أو الإنسانية. فمجلة ''الأمل''، أضافت كتاب، تعزز وسائل التحسيس، وتعد وسيلة تواصل بين كل الفاعلين ضد السرطان. واخترنا، قالت كتاب، تخصيص أول ملف تتناوله المجلة، رمزيا، لسرطان الثدي، حتى نعيد الأمل في أنفس آلاف النساء اللائي علقن آلامهن فينا لكي نحد من آلامهن وآلام كل المصابين. فبالإضافة إلى مواجهة المرض في حد ذاته تواجه المرأة نظرة زوجها ومحيطها، وهي نظرة محبطة لنفسيتها وقوتها، ما يعيق شفاءها ويشل عزيمتها وحتى رغبتها في الحياة. الشهادات الحية لبعث العزيمة في أنفس المرضى استهل العدد الأول من المجلة ملفاته بأخطر السرطانات وأشدها فتكا بالنساء، حيث شرحت الدكتورة ن. بنومشيارة من مركز بيير وماري كوري، مفهوم هذا النوع من السرطان، ونسب الإصابة به، وعوامله، وأعراضه، مع عرض مفصل بالصور لكيفية الفحص الذاتي لسرطان الثدي، وطرق الكشف الطبية وأنواع العلاج المتوفر بالجزائر. وأرفق بالملف حوار خاص أجرته المجلة مع البروفسور كمال بوزيد أخصائي في علاج سرطان الثدي على مستوى نفس المركز، ركّز فيه على دور المرأة في وقاية نفسها من هذا المرض. وقال في إطار تمنياته بالنسبة للنساء المصابات، أتمنى أن يعي جميع الفاعلين سواء أكانوا مواطنين، سياسيين أو أطباء وغيرهم بخطورة هذا الوباء. فيجب، أضاف البروفسور بوزيد، أن يتحول الخوف إلى أمل وأن نفهم أنه بالإمكان الشفاء من السرطان، لأن الخوف يضيع علينا فرصة العيش، كما يعيش باقي المرضى المزمنون مع مرضهم. وأدرجت رئيسة الجمعية، في مجلتها ركنا سيكون قارا على صفحاتها، تعرض من خلالها شهادات حية لمريضات أو مرضى مصابين بسرطان الثدي تلقوا مساعدة الجمعية واهتمام الأطباء طيلة فترة تواجدهم على مستوى مركز بيير وماري كوري أو على مستوى دار الأمل لإيواء المرضى، المساعدة المعنوية والنفسية التي حظي بها هؤلاء المرضى كانت وراء تماثلهم للشفاء. ما يستدعى عرض شهاداتهم التي قد تمد مرضى آخرين بالأمل وتبعث فيهم العزيمة للتداوي والعلاج، رغم من نظرة المجتمع، والصعوبات التي قد تعترضهم في مرحلة من مراحل العلاج.