رواية أولى.. ضجة كبيرة.. شهرة ما كانت متوقعة لماذا..؟ فقط لأنها تجرأت.. وأقدمت على خوض مغامرة ما كانت لتخوضها أي من فتيات بلدها المحافظ .. فجأة تقمصت دور فتاة مجهولة وأخذت ترسل كل يوم جمعة ''إيميلا'' إلى كافة مجتمع الانترنيت في السعودية.. ماذا تحوي هذه الإيميلات''؟ ضمنتها أخطر وأدق أسرار صديقاتها من الطبقة المخملية، أسرار لا يكن لأحد أن يطلع عليها ويكتشفها ما لم يخترقها من الداخل وينضم إليها.. يوم الجمعة الذي تطل فيه الكاتبة على أهل الانترنيت ما عاد يوما عاديا.. أصبح يوما لفضح المستور وقول المسكوت عنه.. أحداث وتطورات وقصص لا يتخيلها العقل أخذت تتساقط على الكمبيوتر ويتلقفها المتطفلون عبر الإميلات وتصل حتى إلى الدوائر الحكومية والمستشفيات والجامعات والمدارس، هذه الرسائل الغريبة بإقرار من تتبعوها أثارت حالة من الجدل وتسببت في ثورة داخل المجتمع السعودي الذي لم يتعود على هكذا جرأة في كشف المستور الذي أقدمت الروائية رجاء الصائغ في مؤلفها ''بنات الرياض'' جلب إليها انتقادات وردود أفعال مستنكرة .. كل يوم تصلها عبر بريدها الإلكتروني أصوات غاضبة ثائرة عن هذا الذي يقرأون، اندهشت الصائغ وقالت ''لا أعرف سبب هذا الثورة فئة كبيرة من القراء لم يرقها استشهادي بأبيات نزار قباني''، أنا أصر على أني لم أقرأ يوما من الشعر الحديث شعرا ببساطة شعره وبلاغة بوضوح بلاغته، ولم أتأثر يوما بهؤلاء الشعراء الحداثيين الذين يكتبون قصيدة من ثلاثين بيتا تتحدث عن لا شيء.. ولا شيء يوقف الكاتبة عن فضح المستور، وتواصل: ''لملمت سديم جرحها مع ثيابها -على رأي راشد الماجد- وقامت بشحن الجميع من عاصمة الغبار إلى عاصمة الضباب، لم تكن لندن جديدة عليها فقد اعتادت قضاء الشهر الأخير من كل صيف فيها، لكن لندن هذه المرة كانت مختلفة، هذه المرة كانت مصحة كبيرة، قررت سديم اللجوء إليها لتتجاوز العلل النفسية التي تكالبت عليها بعد تجربتها مع وليد.. قبل هبوط الطائرة في مطار هيثرو توجهت سديم نحو حمام الطائرة وقامت بنزع عباءتها وغطاء شعرها لتكشف عن جسم متناسق يلفه جينز والتيشرت الضيقان، وجه بريء التقاطيع تزينة حمرة خدود خفيفة وقليل من المساكرا ومسحة ملمع للشفاه .. بكت سديم كثيرا عند الوصول، بكت الظلم الذي حل بها وأنوثتها المطحونة، بكت حبها الأول الذي وئد في مهده، بكت وهي تصلي طويلا لعل الله يهيئ لها من أمرها رشدا، فلا أم تطمئنها ولا أخت تقف إلى جانبها في هذه المحنة، وما زالت لا تدري أتخبر أباها بما حدث بينها وبين وليد في آخر ليلة لهما أم تحمل السر إلى قبرها، لم يكن بيدها سوى الاستغفار والدعاء بألا يفضح خطيبها وليد الخسيس السر، وألا يتحدث عنها بما يشينها بعد الانفصال عنها.. ''يا رب يا رب استر علي، يا رب اكفني شره يا رب ما لي غيرك ألجأ إليه ..'' واصلت الكاتبة سرد قصة سديم المغدورة وقصص 3 أخريات من صديقاتها وما جرى لهن في الحياة على يد الرجال، وكم من الإيميلات يتساقط عليها، لم تكن في الحقيقة تتوقع كل هذا التفاعل مع ما تكتبه، فالمشروع بدأ في ذهنها منذ 5 سنوات تقريبا أي منذ بداية قصة صديقاتها كما هي بصدد كتابتها، لكنها تعترف أنها لم تعمل على تحقيق الفكرة سوى مؤخرا بعد أن لاحظت أن طاقة ذهنها الاستيعابية قد استنفدت جلها وجاء الوقت الذي يجب أن تعصر فيه أسفنجة عقلها وقلبها حتى تؤلف هذا الكتاب.. كتاب يحوي حكايا غريبة لأربع فتيات هن سديم وقمرة وميشيل ولميس، وتعري فيه ما حدث بينهن وبين رجال تعلقن بهن وأحببنهن فكان نصيب كل واحدة خديعة مرة وهجرانا مباغتا فقط لأنهن تصرفن معهم بطريقة أرضت غريزتهم وأغضبت عقليتهم.