أعادت السلطات الإيطالية مؤخرا 54 مهاجرا غير شرعي من دول شمال إفريقيا إلى أراضيهم، منهم جزائريون، وذلك في إطار السياسة التي تنتجها للتقليل من تواجد المهاجرين غير القانونيين بترابها. وأفادت وسائل إعلام ايطالية أن السلطات هناك قد قامت هذا الأسبوع بترحيل 54 ''حراقا'' جاءوا من دول خارج الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنهم من جنسيات جزائرية وتونسية ومغربية، والذين كانوا قد وصلوا في وقت سابق إلى الشواطئ الإيطالية متسللين إليها بطريقة سرية. وتدخل عملية ترحيل الحراقة المغاربة في خانة خطة عمل تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني، والهادفة إلى التصدي لأفواج المهاجرين السريين الذين يقصدون الشواطئ الإيطالية، الأمر الذي خفض عدد المهاجرين الذين نزلوا بترابها هذا العام إلى 1800 شخص بعد ما كان يصل إلى 18 ألف مهاجر خلال السنوات الماضية. وواجهت الحكومة الإيطالية انتقادات لاذعة من طرف المنظمات غير الحقوقية التي وصفت الإجراءات المتخذة في حق المهاجرين بغير الإنسانية وأنها لا تراعي أبسط الحقوق المتعارف عليها، كما جاءت هذه الانتقادات من المؤسسات الدينية في ايطاليا، حيث تحاشى في هذا الشأن بابا الفاتكان بندكت السادس عشر مصافحة برسلسكوني في إحدى اللقاءات التي جمعت بينهما، تعبيرا منه عن امتعاضه من الإجراءات المتشددة المتخذة في حق المهاجرين الذين يلجأون في كثير من الأحيان إلى الكنائس للاحتماء من الشرطة التي تعمل على اعتقالهم وترحيلهم إلى البلدان التي جاءوا منها.