خرج مؤتمر ''آسوت'' ال 14 للجمعية الأوروبية لزراعة الأعضاء (ESOT) بنتائج جديدة تخص هذا الجانب المهم، والذي ما يزال يشكل أحد أهم المسائل التي تشغل بال الباحثين والخبراء في عالم الأحياء، وحتى الموتى بحكم إمكانية هبة الأعضاء. فبحضور قرابة ال 4000 خبير طبي من 80 دولة من مختلف أقطار العالم، اختتم بالعاصمة الفرنسية باريس في ال 2 من شهر سبتمبر المؤتمر ال 14 للجمعية الأوروبية لزراعة الأعضاء (ESOT)، حيث جرت مقارنة التجارب، المناهج والممارسات المستخدمة في بلدانهم. وقال رئيس المؤتمر الخبير الطبي برنارد شاربونتي من فرنسا ''إن المؤتمر يمثل فرصة مثيرة للمعنيين في مجال زراعة الأعضاء لاستعراض الوضع، ومناقشة التحديات التي نواجهها والحلول الممكنة، والنظر في المستقبل، وذلك بهدف ترجمة أحدث الأبحاث العلمية في الممارسة السريرية''. كما أنه شكّل مكانا مرموقا لتبادل وتجميع المعرفة والممارسات والأساليب والخبرات، حيث تم استعراض تاريخ الحالات والأبحاث الطبية، من حيث الفهم وتنظيم الاستجابة المناعية، وهو ما شرحه الخبير هارفي كانتور، كما جرى التطرق لكيفية إدخال تقنيات جديدة وأجهزة جديدة تسمح لتحسين الحفظ والتخزين والتعامل مع التقدم الهائل الذي أحرز في مجال هندسة الأنسجة ودراسة إمكانات جديدة للتغلب على مشاكل التوافق في الدم. وأكد في هذا الإطار الخبير الطبي الأستاذ برانشو أن ''زارعة الأعضاء تمثل واحدة من أوجه التقدم الكبير في مجال الطب بالمقارنة مع القرن الماضي، وأن هذا الحقل يتطور بسرعة كبيرة ما جعل أمل الحياة بالنسبة للذين يعانون من يأس علاج أعضائهم قد تطور من بضعة أيام إلى عقود تسهم في بقائهم على قيد الحياة. من جهته اعتبر البروفيسور فرديناند Mühlbacher الرئيس الحالي للجمعية الأوروبية لزراعة الأعضاء (ESOT) أن جميع الخبراء يتفقون على حقيقة أن الحد من نقص التبرع بالأعضاء هو التحدي الرئيسي فيما يتعلق بمسألة زراعة الأعضاء، داعيا إلى عمل أكثر من أجل توسيع دائرة المانحين عن طريق توسيع نطاق معايير التبرع بالأعضاء، وزيادة وعي الجمهور لأن التبرع بالأعضاء قد يسهم في زيادة الوصول إلى الأجهزة المنقذة للحياة لاسيما مع لقاء باريس الذي أعلنت فيه الحكومة الفرنسية عن إنشاء هيئة للمساعدة في مجال منح الأعضاء من طرف الأشخاص المتوفين. هذا وقد استعرضت في المؤتمر العديد من التجارب الخاصة بزراعة الكلى والأرجل وأنسجة الوجه التي جاءت نتيجة نجاح الزراعة الحديثة التي ظهرت مع التقدم في التقنيات الجراحية لربط جميع الأوعية الدموية اللازمة والأعصاب وأنابيب من المتبرع إلى المتلقي بالرغم مما يرتبط مع الآثار الجانبية لهذه العملية على الكلى ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتشكيل الأورام، حيث أشير أنها ما تزال تشكل مصدر قلق متزايد للكثيرين. وفي خضم المحاضرة التي ألقاها البروفسيور الفرنسي تييري Berney أكد أن نجاح عمليات الزرع يرتبط اليوم بوجود الطلب المتزايد على الهيئات المانحة، مما أدى إلى نقص كبير في القيام بهذه العمليات، مفيدا أن نقص التبرع بالأعضاء هو التحدي الرئيسي فيما يتعلق بقضية نقل وزراعة الأعضاء في عالم اليوم''، بالإضافة إلى هذا فقد أكد على ضرورة زيادة وعي الجمهور فيما يخص التبرع بالأعضاء الذي سيمكن من الإسهام في زيادة فرص الحصول على نتائج طيبة. كما عرف المؤتمر ال 14 لزراعات الأعضاء التطرق لآخر البحوث والتجارب التطبيقية الخاصة بزراعة الثدي والشرايين الرئة والقلب والخلايا الجذعية. وبنهاية مؤتمر باريس ال14 لزراعة الأعضاء أكدت السيدة باولينا فوشر Pauline Foucher في اتصال مع ''الحوار'' من العاصمة الفرنسية بالقول ''إن آمالا جديدة قد ارتفعت مع الأفكار التي اكتشفت وجرى التباحث من أجلها مؤخرا في مجال مسألة زراعة الأعضاء، ونحن بصدد انتظار تطبيق آخر البحوث في الأيام والسنوات المقبلة، حيث سيعطي ذلك آمالا كبيرة للكثير من المرضى في شتى أنحاء العالم أملا في الحياة''.