أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سعيد بركات عن إنشاء وكالة الوطنية لزرع الأعضاء خلال السنة الجارية، مؤكدا أن الجزائر قادرة على تطوير زرع الأعضاء بفضل كفاءاتها العلمية وتعاون السلك الطبي المختص في هذا المجال. أوضح وزير الصحة أمام الخبراء الأجانب المشاركين في الملتقى المغاربي-الفرنسي الرابع لزرع الأعضاء المنعقد بين 8 و10 من الشهر الحالي هذا اللقاء العلمي، أن الجزائر بحاجة إلى خبرة لإنشاء بنك لزرع الأعضاء والأنسجة والخلايا وتصنيفها ونقلها من جهة إلى أخرى خاصة وأن القطر الجزائري يتربع على مساحة واسعة. وأشارت من جهتها مديرة الوكالة الفرنسية للطب البيولوجي برادة بورديناف إلى ضرورة التعاون الثنائي وتبادل التجارب بين الدول من أجل وضع الأطر القانونية لعملية زرع الأعضاء وتطويرها بين مختلف الدول المغاربية والأوروبية.وأشارت بورديناف بالمناسبة إلى الملتقيات الثلاثة التي انعقدت بكل من مرسيليا والرباط والعاصمة التونسية وركز كل ملتقى على جانب من جوانب زرع الأعضاء مؤكدة على »مكافحة المتاجرة بها«. ومن جهته أكد الدكتور لوك نوال خبير بمنظمة الصحة العالمية على هامش الملتقى المغاربي -الفرنسي الرابع أن التجربة أثبتت أن المستفيد من زرع الأعضاء يمكنه أن يعيش لمدة 30 سنة بعد العملية.ودعا الدكتور نوال إلى التضامن بين الأشخاص والسماح بنزع الأعضاء من الموتى وإعادة زرعها لدى المصابين الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة وتتطلب حالتهم عملية الزرع. ووصف الدكتور نوال عملية التضامن هذه ب »إعادة بعث الأمل في نفوس المرضى وإعطائهم أملا جديدا في الحياة من خلال استفادتهم من عملية زرع الأعضاء المنزوعة من الأموات«.وقال الدكتور نوال بالمناسبة أن عملية زرع الكلى تتطلب متبرعا حيا وطريقة إجرائها بسيطة ولكن الأمر يختلف لبقية الأعضاء الأخرى خاصة الكبد والرئة التي يتعسر أخذها من الأحياء، مؤكدا على ضرورة أخذها من الأموات. وتعمل المنظمة العالمية للصحة حسب خبيرها على تشجيع نزع الأعضاء من الموتى لإنقاذ الحياة البشرية التي تعاني من بعض الأمراض لأن نزع الأعضاء من الأموات -كما أضاف- لا يؤذي أحد وما دام الشخص المتوفى لا يعود إلى الحياة لماذا لا يستفيد المريض من أعضائه. ودعا المسؤول الأممي إلى تضامن وتحسيس المجتمع الجزائري لهذه العملية، خاصة وأن الجزائر لديها »تغطية صحية جيدة وضمان اجتماعي فعال لا يتوفران في العديد من دول العال«، مما يسمح لها -حسبه -بنزع الأعضاء من الموتى وإعادة زرعها للمحتاجين لها . وفيما يتعلق بالجانب الديني قال الدكتور نوال أن الجزائر قدمت فتوى في مجال التبرع ونزع الاعضاء من الموتى وان الاستلام أو أية ديانة أخرى لا تقف في وجه هذه العملية التي وصفها بالنبيلة .