طالبت عشرات المنظمات الفلسطينية في أنحاء القارة الأوروبية بعزل رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس والتحقيق معه أمام لجنة حقوقية عربية مستقلة، وذلك على خلفية تأجيل مناقشة تقرير لجنة تقصَّي الحقائق الأممية بشأن الحرب على غزة في مجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف. واعتبرت المنظمات -وعددها خمسة وثلاثون، في بيان لها أمس الأحد قرار السلطة الفلسطينية تأجيل النظر في تقرير يدين الاحتلال الصهيوني بارتكاب ''جرائم حرب'' وجرائم ضد الإنسانية. والذي تم الدفاع عنه من قِبَل الناطقين الرسميين باسم الرئيس عباس، ''بمثابة منح غطاءٍ لما ارتكب من مجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتنكرًا لدماء أكثر من 1400 ضحية ولمعاناة آلاف الأسر من القطاع المحاصَر، بل إنه مثّل سابقة لا تقل خطورة عما ارتكبه الاحتلال من فظاعات في غزة قبل تسعة أشهر''. وكانت قد كشفت صحيفة ''معاريف'' العبرية الأسباب الحقيقية التي كانت وراء قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بطلب تأجيل التصويت على قرار يتعلق بتقرير المحقق ريتشارد غولدستون الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها على غزة في ديسمبر وجانفي الماضيين إلى جلسته المقبلة في مارس .2010 وأبرزت ''معاريف'' أن إسرائيل هددت عباس بالكشف عن شريط يظهر فيه عباس وهو يحاول إقناع وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك بمواصلة الحرب على قطاع غزة، وذلك في حال رفض عباس تأجيل البحث في تقرير غولدستون. ونقلت الصحيفة أن القرار المفاجئ للسلطة الفلسطينية بتأجيل البحث في تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان في جنيف يعود إلى التهديد الإسرائيلي. وأضافت الصحيفة أن السلطة الفلسطينية رفضت بداية الاستجابة لمطلب إسرائيل بسحب دعمها للتقرير، وعندها عرض الإسرائيليون عدة أشرطة يظهر فيها كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية يشجعون إسرائيل على مواصلة الحرب على قطاع غزة. وإن إسرائيل هددت بالكشف عن محتويات هذه الأشرطة لوسائل الإعلام وللجنة الأممالمتحدة، الأمر الذي أدى إلى التراجع الفلسطيني المفاجئ. وجاء أنه عرض شريطا يتضمن لقاء بين محمود عباس وباراك ووزيرة الخارجية الإسرائيلية في حينه تسيبي ليفني، حيث يحاول عباس إقناع باراك بمواصلة الحرب على قطاع غزة، في حين كان الأخير مترددا والأول متحمسا. كما جاء أنه تم عرض شريط صوتي يتضمن مكالمة هاتفية بين الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية، وبين رئيس مكتب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي جابي أشكنازي، حيث يقول فيه عبد الرحيم إن ''هذا هو الوقت المناسب للدخول إلى مخيمات اللاجئين جباليا والشاطئ، وأن سقوط هذين المخيمين يؤدي إلى إنهاء سلطة حركة حماس في قطاع غزة ويجعلها ترفع العلم الأبيض''.