مع اقتراب موعد الانتخابات الخاصة بالتجديد الجزئي لأعضاء مجلس الأمة بدأ التنافس يشتد بين الأحزاب السياسية، خصوصا بين حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وبدرجة أقل حركة مجتمع السلم التي تبقى طموحاتها أقل من شريكيها في التحالف الرئاسي. فمن جهته يكون حزب جبهة التحرير الوطني الذي يملك الأغلبية في المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، قد بدأ التحضير منذ مدة لهذا الموعد حيث برمج العديد من اللقاءات الولائية و الجهوية مباشرة بعد الجامعة الصيفية التي نظمها في جوان الماضي، والتي أشرف على بعضها عبد العزيز بلخادم حيث صبت في مجملها في إطار جس نبض القواعد وتحضير منتخبي الحزب جيدا لهذا الموعد من أجل تفادي ضياع أصوات الحزب لصالح أحزاب أخرى. كما حصل في عدة مرات سابقة أين خسر الأفالان عدة مقاعد في ولايات يملك فيها أغلبية مريحة من المنتخبين، وهو ما حرص بلخادم وقيادة الحزب العتيد على تفاديه هذه المرة من خلال وضع المنتخبين المحليين أمام مسؤوليتهم في الحفاظ على أصوات الحزب وتفادي تفضيل المصلحة الشخصية وهو خطاب ظل بلخادم يؤكد عليه في كل مناسبة مع منتخبيه والقواعد النضالية. وما يزيد في خصوصية المناسبة بالنسبة للآفالان هو قرب موعد التجديد الجزئي لمجلس الأمة مع موعد المؤتمر التاسع للحزب الذي سيعقد مطلع السنة القادمة وهو ما جعل قيادة الأفالان تحاول الاستثمار في هذه المناسبة خصوصا وأن الحزب يعرف حركية كبيرة على مستوى القواعد مما سيسهل لا محالة الأمر على القيادة التي تسعى لتمرير خطاب مبني على تفادي الصراعات الشخصية التي لن تخدم مصلحة الحزب في كل الحالات. وإلى جانب الأفالان يبقى المنافس التقليدي والأول له خلال هذه السباق وهو حزب التجمع الوطني الديمقراطي يواصل عملية تحضير قواعده لهذا الموعد خصوصا وأن أمينه العام أحمد أويحيى قام باستدعاء منسقيه الولائيين مرتين لحد الآن لهذا الغرض، وأوكل إلى ذراعه الأيمن والناطق الرسمي باسم الحزب مهمة الإشراف على اللقاءات الولائية مع المنتخبين بدلا عنه من أجل تحضير المنتخبين جيدا وتمرير بعض الرسائل التي كانت صارمة في العديد من الولايات التي بدأت تظهر بعض الانشقاقات بسبب حمى الترشيحات، وهذا تفاديا لضياع أصوات الأرندي لصالح منافسه الأول الأفالان. وإضافة إلى ذلك يرفع الأرندي هذه المرة رهان زيادة حجم وعائه النيابي في الغرفة الأول للبرلمان وهو رهان كان أكد عليه أويحيى مع المنسقين الولائيين خلال اللقاء الأخير الذي جمعه بهم وظلت قيادة الأرندي تؤكد عليه لمرات عديدة . وعلى خلاف الأفالان والأرندي تبقى حركة حمس في موقف المراقب الذي ينتظر ما تسفر عنه خريطة التحالفات خصوصا وأنها لا تسطيع اللعب خارج هذه الورقة وما سيزيد في إضعاف موقع حمس هو حالة الانشطار التي تعيشه على مستوى قواعدها والذي سيجعل من منتخبيها فريسة سهلة لشريكيها في التحالف اللذين سيكون السباق محصورا عليهما فقط .